بداية نبارك لوزير الصحة الجديد د.أحمد العوضي بمنصبه الجديد، ونسأل الله أن يوفقه لخدمة بلده الكويت، الرعاية الصحية التي توفرها الحكومات لشعوبها هي المقياس الحقيقي للتمدن والرفاهية والتقدم، وإذا حملنا هذا المقياس لنقيس به حالنا في الكويت فسنصطدم قليلا بالواقع المرير الذي نعيشه في ظل هذه الرعاية الصحية لأهل الكويت، والطامح إلى معرفة أين وصل الحال بمرافق وزارة الصحة وهيئاتها الطبية والتمريضية والفنية عليه أن ينظر فقط إلى العيادات الخارجية لهذه المستشفيات حتى يرى حجم المعاناة التي يعانيها المراجعون، ويسأل مراجعا واحدا عن موعده القادم مع الطبيب ليعرف أن أمامه شهورا حتى يراه مرة ثانية! وعن بعض الأخطاء التي تحدث في المجال الطبي نتيجة ممارسة تجريبية في العلاج أو نتيجة حالة طارئة تتطلب السرعة في هذه العملية، أما التشخيص الخاطئ فهو أساس البلاء، فكم من مريض مات نتيجة تشخيص خاطئ وترتب عليه علاج خاطئ يفاقم حالة المريض ويزيد الآلام فلا يبرأ مريض ولا يعرف طريق الشفاء لأنه تناول دواء لا يتناسب ومرضه وصفه طبيب بتعجل. لم يوجد نقص في عدد من الأدوية المهمة؟ ألا توجد إحصائية بالأدوية المطلوبة ليتم توفيرها قبل أن تنفد من صيدليات الوزارة؟ ماذا يفعل المرضى الذين تستدعي حالاتهم الاستمرار على أدوية معينة ولا يجدونها؟ أمام الوزير الجديد مشاكل كثيرة تحتاج إلى حلول، وقد آن الأوان لحل هذه المشاكل فلابد من زيادة المستشفيات وإعادة النظر بنوعية الأطباء الذين تتعاقد معاهم وزاره الصحة وإعادة النظر في رواتب الأطباء الكويتيين والوافدين ولابد من استقطاب الأطباء الوافدين من أولي الخبرة والعلم ولهم باع طويل وإنجازات طبية وشهرة عالمية تتهافت عليهم مستشفيات العالم بأسره.
لقد أفاء الله علينا بخير كثير فلا أقل من أن نصلح البنية التحتية لجميع مستشفياتنا ونوفر لها الأطباء والأجهزة ونحاسب كل مقصر، فأرواح العباد ليست محل التجارب والتدريب وإذا كانت الصحة نعمة كبرى من المولى عز وجل لا يراها إلا المرضى، فلنعمل على رقي الخدمات الصحية لبلدنا الكويت مستغلين الوفرة المالية نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وإذا لم ينعكس هذا المال على حياتنا وعلى مستشفياتنا فما فائدة هذا المال وما الخير منه ومرضانا يترنحون ويلهثون بحثا عن واسطة للعلاج؟
التفتوا إلى صحة أبناء هذا الوطن بدلا من أن تنخر الأمراض والأوبئة في عظامهم فينشأ جيل قاصر خامل لا يرجى منه نفع، فصحة المجتمع في صحة أبنائه وقدرتهم على العطاء وإذا كان الشافي المعافي هو الله سبحانه وتعالى فلنأخذ بالأسباب ولنبدأ بإصلاح الجسم.
فيا وزير الصحة، أعلم أنك ورثت تركة مثقلة بالمتاعب والمشاكل ولكن بالإصرار والتحدي والشفافية تستطيع أن تطهر وزارتك من كل شائبة، ومادمت قد عرفت الداء فلابد له من دواء فتوكل ومعك مساعدوك، وانفض عن وزارتك غبار السنين وإهمال المسؤولين ولا تأخذك الرأفة بأي متقاعس، واستغلوا أموالنا بإنشاء المستشفيات التخصصية الحديثة، وأود هنا أن أشكر مستشفى جابر وأخص بالشكر د.عمر الشريف ود.حوراء معرفي وجميع الأطباء والهيئة التمريضية على الرعاية الصحية التي أولياني بها، وجميع المرضى، فشكرا جزيلا على هذه الخدمة الطبية الرائعة، ونشكر جميع الأطباء في مستشفيات الكويت على ما يقومون به من رعايتهم للمرضى ويكون في ميزان حسناتهم. اللهم آمين.
قال الشاعر:
ليس يدري لذة الصحة من
لم يذق قبل مرات السقم.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]