ها هي الوزارة الجديدة، وقد فاز رئيسها سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، بثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، حيث حافظ 8 وزراء على وجودهم في الحكومة وغادر 7 وزراء وانضم 6 وزراء جدد، بينهم وزيران سابقان في حكومات سابقة، والكل مستبشر بحل التأزيم السياسي وسيمارس كل وزير صلاحياته كاملة في أعمال وزارته.
وكمواطن كويتي محب لوطنه وحريص كل الحرص على سلامة هذا الوطن وأمنه وسلامته وسلامة جبهته الداخلية، أتوجه إلى أعضاء مجلس الأمة، طالبا منهم بأن يعطوا الفرصة كاملة لهذه الوزارة ولهؤلاء الوزراء، وأن يعطوا شعب الكويت الأمل في الإنجاز والتنمية، وذلك بأن يكفوا عن توجيه الأسئلة والاستجوابات، وإعطاء كل وزير الفرصة ليعمل ويصلح، فما مسؤولية الوزير عن أحداث سابقة على ولايته للوزارة؟!
ويجب أن يعي أعضاء مجلس الأمة أن دورهم ليس الإسراع إلى المحاسبة بقدر المكاشفة والمصارحة وإعطاء فسحة من الوقت للوزراء ليؤدوا دورهم، وليعلم الجميع أن الكويت ليست بمعزل عما يدور حولنا في محيطنا العربي، فالأعداء يتربصون بنا وسبيلهم إلى تحقيق أهدافهم هو ضرب الوحدة الوطنية وتصدير الفتنة للكويت لتشتعل بالفتنة الطائفية ونار يشعلها أصحاب الأجندات الخارجية هدفها عدم استقرار الكويت ووقودها عامة الناس ونافخها أصحاب الفكر المريض الذين لا يؤمنون بسماحة الإسلام ولا يقبلون الرأي الآخر.
أعطوا الوزراء حقهم في أن يعملوا ثم تأتي المحاسبة بعد ذلك، فقد اهترأت البنية التحتية في الكويت وساد الترهل كل مناحي الحياة وسبقتنا دول خليجية كثيرة كنا بالنسبة لها درة ومنارة.
ويا أيها الوزراء استعينوا بالصالحين ليكونوا لكم هداية وبصيرة وأياديكم التي تعملون بها، ولا تخشوا غير الله وتوكلوا على الله، وعين الله ترعاكم وقلوب الكويتيين معلقة بكم وبقراراتكم، وإياكم أن تخشوا استجوابا وترتعد فرائصكم عند أول مساءلة، فما دمتم على حق فلا تخشوا لومة لائم وطهروا أياديكم من شبهة استغلال المنصب، ومن شبهة الكسب غير المشروط وسارعوا إلى تقديم ذممكم المالية بوضوح وشفافية حتى لا يقال يوما إن فلانا اغتنى من منصبه، أو من أين لك هذا؟
يا وزراء الكويت سيروا على بركة الله، وانظروا حولكم لمشاكل الكويت والكويتيين من بطالة وبنية تحتية وشوارع مكسرة وتعليم وإسكان وصحة وأجور وكهرباء وماء وازدحام الشوارع وقلة حيلتنا، نريد منكم حزما مع مثيري الفتن وضربا بيد من حديد على أيدي العابثين والمفسدين وتجار الأغذية الفاسدة.
نريد منكم حلولا غير عادية لشعب الكويت، فشعب الكويت يستحق منكم كل رعاية واهتمام، التفتوا إلى بلدكم الكويت وإلى شعب عانى وقاسى وتخلف عن بقيه إخوانه في الخليج، سيروا على بركة الله، ولا تلتفتوا خلفكم.. لا تسمعوا لهواة التأزيم ومقاتلي الميكروفونات، فكفانا ما آل إليه حالنا.
قال الشاعر:
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]