[email protected]
إن المرء ليعجب مما يجري على أرضنا الكويت من التسيب والإهمال وتلوث البيئة التي حبانا الله بها، وقد عانينا من التسيب والإهمال في محطة مشرف للصرف الصحي التي لوثت البر والبحر وقتلت الكثير من ثروتنا السمكية والكائنات الحية، ولم نتعظ ولم نبادر ولم نخطط ولم نشاهد تحركا جديا لحل هذه المشكلة، ملايين الإطارات التي كانت تتجمع حتى صارت جبالا تحجب الرؤية في الجهراء في السابق وتركت في العراء وكان من الممكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها فهي تمثل ثروة في كثير من دول العالم التي تعرف كيف تستفيد من النفايات والبقايا الصناعية بإعادة تدويرها، أما عندنا فقد اشتعلت فيها الحرائق بفعل فاعل وتنقل إلى مكان آخر، ومارس المخربون هوايتهم في التخريب عندما لحقوا الإطارات في مردمها الجديد، وبينما ننتظر جميعا اكتمال عملية نقل الإطارات إلى المردم الجديد، قام المخربون بإشعال حريق جديد في هذه الإطارات بمنطقة السالمي بعد أن فعلوا فعلتهم بإشعالها أكثر من مرة في منطقة «رحية» بالجهراء وهذا كله بالسابق.
وللأسف، ساهمت الرياح في زيادة اشتعال الحرائق في هذا المردم. إن هذا العمل متعمد وأدى إلى احتراق ما يقارب المليوني إطار، وقد تحمل رجال المطافئ العبء والتعب مشكورين حتى إخماد هذه النيران، وقد أصيب بعض رجال الإطفاء بالإجهاد الحراري.
وقد اندلعت الحرائق في مردم إطارات السالمي منذ يومين، وهذا متعمد ناتج عن فعل فاعل ووجدت مواد قابلة للاشتعال بالموقع نفسه، وجار البحث والتحري عمن أشعل النيران بعد تفريغ كاميرات المراقبة وأجريت تحقيقات في هذا الحادث وانتهت من إجراء المعاينة الفنية والتحقيق مع شهود الواقعة في حادث الحريق الذي اندلع في مجاميع للمره الثانية في مردم إطارات السالمي في ساحة ترابية محاطة بساتر ترابي وتقدر المساحة بـ 4000 متر الذي ساعد في اندلاع الحريق بسرعة الرياح ولم يتم العثور على أي مصدر من المصادر الكهربائية أو الحرارية وجاءت نتائج التحقيق أن سبب هذا الحريق ناتج عن فعل فاعل متعمد.
لابد لوزارة الداخلية أن تراقب الوضع في موقع الإطارات مراقبة كبيرة، فلا يعقل أن تحترق الإطارات مرات عديدة، ولابد أن تحاط هذه المنطقة بسياج تحميه وزارتا الداخلية والدفاع وكذلك الحرس الوطني وتمنع الاقتراب منه، وقد نبهت الصحافة إلى إمكانية اشتعال هذه الإطارات بفعل فاعل، فهل كتب علينا أن نتنفس هواء ملوثا؟! هل كتب علينا أن ندفع ثمن أخطاء حكومات ضعيفة ومجالس لا هم لها إلا الاستجوابات وتصفية الحسابات الشخصية؟ ومع الأسف بيئة الكويت لا تسترعي انتباه هؤلاء المسؤولين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين اللهم آمين.