[email protected]
لا يوجد هناك أثمن من حياة الإنسان تلك المنحة الإلهية التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها ودعانا جميعا للحفاظ عليها وتوعد هادريها بالعذاب المبين.
ولكن يبدو أن حياة البشر أصبحت لا قيمة لها عند بعض المقاولين الذين ماتت قلوبهم وضمائرهم ولاهمّ لهم إلا الربح السريع ولو كان على أرواح المساكين الذين يلقون حتفهم وهم يعملون لديهم بمعدات انتهت صلاحيتها، وآخرها سقوط وافدين من الطابق الثالث، وهما سوريان، من مبنى قيد الإنشاء في منطقة مبارك الكبير، وهو ما تسبب بوفاة أحد العاملين على الفور وإصابة الآخر بكسور خطيرة ونقل بين الحياة والموت إلى مستشفى العدان وأودع الإنعاش.
هذان السوريان عاملا بناء يعملان على سقالة وسقطت بهما، وكذلك المصري الذي فارق الحياة منذ مدة بسيطة إثر سقوطه من مبنى قيد الإنشاء بمنطقة سلوى وتعرض لإصابات خطيرة في رأسه أدت إلى وفاته وكذلك سقوط أربعة أشخاص منذ مدة بمسجد غرب الجليب عندما انهارت السقالة الخشبية على رأس العاملين فلقي أربعة أشخاص مصرعهم غير الجرحى.
هذا الموقف أصبح يتكرر مع اتساع حركة العمران بالكويت ووجود بعض المقاولين الذين لا يخشون الله بعملهم، فأين الرقابة على المقاولين ومعداتهم المتهالكة؟ وكيف يسمح لهم بالعمل وهم لا يملكون المعدات الجديدة؟ وأين توافر شروط السلامة في العمل؟ لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب، ففي ظل غياب الرقابة أو ضعفها سننتظر الكثير من القتلى والجرحى جراء استهتار هؤلاء المقاولين، ومن هنا لابد من تحرك كل الأجهزة المعنية لتؤمّن وتشرف على المقاولين وتراقب أعمالهم ومعداتهم، كما أدعو أن يشمل هؤلاء العمال المساكين بمظلة تأمينات تمسح عنهم ما ألحقته بهم الأخشاب المتهالكة، ولابد من عقوبة على من يتهاون من المقاولين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل سوء.. اللهم آمين.