توصلت القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين الى قرارات بناءة من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العادلة للأمة العربية والإسهام في تحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة للدول العربية، فالتراجع العربي والوهن الذي أصاب أمتنا أغرى أعداءنا للتمرد والسطوة والنفوذ ونحن لا حول لنا ولا قوة.
فها هي إسرائيل تبتلع الأرض في فلسطين وتضم المقدسات الإسلامية إليها ابتداء بالأقصى وانتهاء بمسجد بلال والحرم الإبراهيمي، كما أن النشاط الاستيطاني لا رادع له، فإسرائيل تبني المستوطنات وتزيد منها في القدس وحول المسجد الأقصى، بينما القيادة الفلسطينية منقسمة على نفسها تتجاذب المصالح الآنية وجمع الأموال والشعب الفلسطيني يعاني ويتساقط لا مغيث ولا مجيب، وهذا الواقع المزري لأهم قضايا العرب نتج عنه ازدراء كامل للقضايا العربية وتراجع مميت لهيبة العرب وقدرتهم لاتخاذ قرار يقف في وجه إسرائيل.
أما آن الأوان لنطهر النفوس العربية من أدرانها ونسمو فوق خلافاتنا ونوحد الجهود ونرص الصفوف ونتخذ موقفا مشرفا حماية لمقدساتنا التي تداس، فالأقصى ليس ملكاً لعباس ولا لغيره، الأقصى ملك لجميع المسلمين، فإسرائيل لا تريد سلاما بل تريد استسلاما تاما لكل مقدرات أمتنا، فقد ولّى زمن المبادرات والصلح والمفاوضات، نريد قرارا حازما يرفع رؤوس العرب، فهي لا تعبأ بمبادراتنا ولا مؤتمراتنا، وها هو الشعب السوري الذي أنهكته الحرب من رئيس دولته وبمساعدة من الاتحاد السوفيتي يعاني في كل لحظة من الآلام والتشرد، ألا من وقفة جادة تجاه الرئيس بشار وأعوانه، الى متى تنتهك حرمات الشعب السوري من جميع فئاته ونحن نشاهد ولا نستطيع عمل أي شيء، وها هي أميركا بتمثيلياتها الساخرة بضرب بشار وأعوانه كلها تمثيليات في تمثيليات.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: «كنا أذلة في الجاهلية وعزنا الله في الإسلام»، وها هم الغرب لا يقيمون لنا وزنا لأننا ابتعدنا عن تعاليم الإسلام فابتعد الله عنا.
قال الشاعر:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدى
أنتركهم يغصبون العروبة
مجد الأبوة والسؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا أو صدى
[email protected]