تحتال بعض الدول لتسوية مديونياتها وسد ما لديها من عجز في ميزانيتها بأساليب شتى، وعلى سبيل المثال الاقتراض من الداخل أو من الخارج أو فرض الضرائب بكل ألوانها وأشكالها ومسمياتها تحت دعاوى كثيرة، أولها تنمية الموارد وإيجاد مصادر جديدة للدخل.
ولله الحمد والشكر أننا في بلدنا الغالي الكويت لسنا من هذه الدول، فلا نحن دولة مقترضة ولا فقيرة، أسوق هذه المقدمة بمناسبة الحديث الدائر الآن عن نية الحكومة فرض ضرائب على الدخل لتنمية موارد الدولة، وإن المرء ليعجب لمعاناة بعض الكويتيين والتفكير في فرض ضرائب عليهم! فالكويتيون جميعا إلا من رحم ربي مدينون للبنوك وشركات التمويل ومعارض السيارات، فالغلاء والأقساط يستنزفان رواتبهم، ونحن ولله الحمد، لسنا دولة فقيرة محتاجة، إننا في الكويت دولة الرفاه والبترول الذي وصل سعر البرميل منه الى اكثر من 70 دولارا فمواردنا جيدة بحمد الله وشكره ومدخول دولتنا من أعلى الدخول في العالم فكيف تفرض ضرائب على شعب الكويت.
أتستكثرون المال على الكويتيين ونحن نعطي الهبات لكل من هب ودب حتى من الدول التي وقفت ضد الحق الكويتي أيام الغزو العراقي الغاشم! أتريدون فرض ضرائب على رواتبنا التي لا تكاد تكفينا، فبدلا من المنح التي تذهب إلى من لا يستحق فنحن أولى بأموالنا وبخيراتنا ويجب أن تتغير نظرتنا للعالم ونعيد ترتيب أولوياتنا ونحتاج إلى وقفة موضعية تبحث عن الخلل ونحاول الإصلاح وصنبور أموالنا المتدفق إلى من لا يستحق ولنوجه أموالنا إلى داخل الكويت، لتنفق على الكويتيين وعلى ما يعود بالنفع على أهل الكويت فالمرء سيسأل عن ماله وأين أنفقه فنحن لسنا أقل من دول حولنا الجميع يعرفها تغدق على أبنائها في كل مناسبة وبدون مناسبة فلماذا التقطير علينا وقد حبانا الله المال والثروة؟
أي ضرائب ونحن ننتظر الراتب على أحر من الجمر؟ أية ضرائب ونحن نعد الأيام في انتظاره لنوزعه على الدائنين؟ فإذا أردتم الضرائب فلتكن على أصحاب الأموال التي تقدر بالملايين والمليارات والشركات التي تستغل العباد وتتاجر بأرواحهم، وإذا أردتم أموالا فحصلوا ديونكم من دول العالم أما نحن فكفانا ما نحن فيه، ونشكر النائبين رياض العدساني وصالح عاشور على كلامهما عندما قالا إننا لن نقبل بفرض الضرائب على المواطنين، وأن معالجة الاختلالات الاقتصادية لا تكون بفرض ضرائب على المواطنين وإنما بالإصلاح الاقتصادي الذي يمكن تحقيقه عن طريق استحداث آليات تنعش السوق المحلي.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]