جادت السماء في الأيام الماضية بالأمطار، وفي الحقيقة كنا نشتاق لتساقط الأمطار علينا لتنظيف الجو من الغبار ولتخفف من الأمراض ولتنظيف القلوب من الحقد والكراهية ولتسكن التربة وتروي الزروع، ولكن وللأسف هذا الشوق للأمطار أفسدته ومع سبق الإصرار والترصد وزارة الأشغال ومن في معيتها. فقد أمطرت السماء ساعات قليلة فتحولت بعض شوارعنا وبعض مناطقنا في الكويت إلى مستنقعات كالرقة وهدية ودخلت المياه إلى البيوت وتحولت هذه الأمطار إلى بحيرات ومستنقعات وكأننا في البندقية، فهل كانت كمية الأمطار التي هطلت على الكويت تفوق وزارة الأشغال في استعداداتها؟! واسألوا من كان حظه عاثرا وفوجئ بالمطر في شوارعنا، وعن البحيرات حدث ولا حرج، فكيف كانت استعدادات وزارة الأشغال لهذا الظرف؟ فهذا اختبار حقيقي لإنجازات وزارة الأشغال من تسليك البالوعات وتركيب ماكينات رفع وإنشاء قنوات صرف، فليقل لنا المسؤولون ماذا انجزوا خلال الأشهر الماضية لتكون شبكات الصرف جاهزة لاستقبال هذه الظروف والتنبؤ بحالة الطقس وهطول الأمطار؟ لم يعد شيء مستحيلا في هذا الزمن مع الأقمار الصناعية، لأن المطر قادم إلينا وستشهد الكويت هذه الأيام أمطارا غزيرة في هذا الوقت، فكيف لنا ألا نعد انفسنا لمواجهة خطر الأمطار المقبلة على الرغم من أننا نعلم أن شبكة الصرف ليست بجديدة ومضخات الرفع لا تعمل بكفاءة تامة وان وجدت فعددها لا يفي مع التوسع العمراني والضغط السكاني في الكويت وامتداد شبكة الصرف واتساعها وزيادة عدد السكان فأين الاستعدادات؟ فأين لجنة الطوارئ وأين المسؤولون في الأشغال مع ساعات المطر التي هبت على الكويت وحولتها الى مستنقعات وأوقفت حركة السير وأحدثت اختناقات مرورية في كل مكان وشارع؟ فساعات المطر القليلة كشفت زيف الادعاءات والتصريحات والاستعدادات، ان الأمم يقاس تحضرها بأسلوب تعاملها مع الأزمات ونحن وللأسف الشديد لا نتعظ ولا نستفيد من هذه الأشياء ولا نترجم الدروس إلى عظات وعبر، فماذا لو هطلت الأمطار علينا أياما؟ لا أستبعد أن يتحول أهل الكويت ومن عليها الى غرقى داخل بيوتهم وهم نائمون على الأمن والأمان الذي تبثه أجهزة الدولة! أيها المسؤولون اتقوا الله في بلدكم وشعبكم وراجعوا حساباتكم وخطط الطوارئ، وأول ما يجب ان تراجعوه هو القائمون على هذه الخطط، هل هم قادرون على السمو فوق كبريائهم والنزول الى الشارع ليتأكدوا بأنفسهم من صلاحية كل شيء ويفرضوا رقابة صارمة على مرؤوسيهم تحقيقا للأمن والأمان لأمنا الغالية الكويت ومراجعة شاملة نطالب بها لكل خطط الطوارئ من الألف الى الياء بكل تفاصيل وتدارك أوجه القصور التي تتكشف وتكشف عند أول محك يصادفنا، وعلى كل مسؤول في الكويت ان يحاسب كل مقصر في وزارته بدءا بالمسؤولين الكبار ثم من يليهم بالمسؤولية. يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر».
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]