نعم الموت حق (كل نفس ذائقة الموت). نعم نحن راضون بقضاء الله ولا نملك إلا الامتثال لأمره والرضا بقضائه.
نعم رحلت عنا بجسدك الطاهر ولكن المبادئ والمثل والقيم التي زرعتها في أبناء الكويت وفي أرض الكويت ستظل نبتة صالحة وشجرة باسقة يتفيأ ظلالها الكويتيون، لقد كنت القائد الكبير الذي عرفته الحياة، وكنت حريصا على دينك وعقيدتك، مؤديا لصلاتك وزكاتك، سائلا عن الصغير والكبير، ساعيا إلى مسح دمعة اليتيم، وكافلا لأبناء الأسرى والشهداء، ونحن جميعا عندما نبكيك وتبكيك العين والقلب فنحن نبكي الخلق والسمو والحب الكبير للكويت بأرضها وسمائها وبحرها وشعبها، فحياتك كانت سلسلة متصلة من العمل الجاد من أجل ازدهار الكويت في كل مجال وكل منبر رفعت فيه صوت الكويت ولو جلس العرب مجتمعين وتذاكروا ما قدموه لقضيتهم الأولى فلسطين لأشرق وجهك لما قدمته من اجل فلسطين ونذكرك وأنت تمد يد العون والمساعدة للعراق والعراقيين وأذكرك بأنك أبو الاقتصاد الكويتي ومؤسس النهضة المالية والإسلامية ومؤسس احتياطي الأجيال القادمة ومنشئ بيت الزكاة والصندوق الكويتي للتنمية وصاحب فكرة إنشاء شركة المشروعات السياحية للاهتمام بقطاع السياحة في الكويت واذكرك وانت تبادر بإنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما قمت بإلغاء جميع الديون المستحقة على الكويتيين بعد الغزو العراقي الغاشم على الكويت وإسقاط الديون عن الدول الفقيرة والذي أعلنه، رحمه الله، من على منبر الأمم المتحدة وإحساسك بآلام شعبك وآلام البشرية جمعاء وحسبك انك بعد الله زرت كل الأرض وأعدت الكويت وأرضها الطاهرة للكويتيين ومن عليها من دنس المعتدين فالموت تنحني له رقاب العباد جميعا ولكن قليلا منهم من يبقى شامخا كالجبال لا تهزها الرياح بعد مماته بأعماله ومآثره الكريمة ومن تواضعه في حياته عندما بنى المسجد الكبير للدولة طلبوا منه ان يسمى هذا المسجد باسمه فرفض وطلب منهم تسميته بالمسجد الكبير ومن تواضعه أيضا في حياته عدم وجود موكب رسمي له وجلوسه في المقعد الأمامي بجانب السائق، هذا هو تواضعه في حياته، أما تواضعه في مماته فقبره كقبر إنسان عادي لا توجد به البهرجة، ونعاهدك يا أمير القلوب ونحن في ذكراك الثالثة عشرة أننا سنعمل بوصيتك ونحافظ على أمن الكويت وندافع عنها مسترشدين برجولتك وبطولاتك وحبك وفدائك للكويت، فالموت لن يغيبك، عنا فأنت ماثل أمامنا بمبادئك وأعمالك وسيرتك العطرة ويا أمير القلوب يا جابر الأحمد الكويت كلها حزينة بفراقك، وتذرف الدموع حزنا وألما عليك، وعزاؤنا وجود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بيننا ليكمل المسيرة مع أخيه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد والشعب الكويتي.
قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) اللهم اغفر لجابر الأحمد واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأدخله الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه اللهم آمين.