بعد أيام قليلة سيهلّ ويحلّ علينا العيد الوطني وعيد التحرير، وينبغي علينا جميعا أن نحمد الله ونسجد له شاكرين فضله ونعمته، فلقد مررنا جميعا في الكويت بتجربة قاسية مريرة ومؤلمة، وهل هناك أقسى من فقد الوطن والأهل والهوية؟
وعندما يحلّ علينا العيد الوطني والتحرير فلابد لنا أن نتذكر العظة والعبرة على ما مر بنا من أحداث قاسية وصعبة وما كان ينتظرنا من بلاء لولا لطف الله ورعايته لنا وإلا كنا سنصبح من اللاجئين المشردين، فنحمد الله ونشكره آناء الليل وأطراف النهار فلقد رجعت وعادت إلينا أمنا الغالية الحبيبة الكويت وعدنا إليها والحمد لله والشكر أن رأينا بأعيننا عظمة قدرتك على من تجبر وظن انه لن يقدر عليه احد فعصفت به وبجنوده إلى أسفل السالفين وفرقت يا رب شملهم وهزمت جمعهم وجعلتهم هباء منثورا، ولك الحمد يا رب والشكر فقد طهرت بلدنا الغالي الكويت من دنس عدو مغتصب لا يرحم، عاث في ارضنا فسادا وتدميرا وقتلا واشعل في مصدر رزقنا حرائق ظن ومن ساعده من الخونة أن الحرائق لن تخمد إلى يوم يبعثون (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، ونحمدك ونشكرك يارب فقد هيأت لنا من حارب ووقف معنا وانتزع بلدنا من براثن الطاغية وأزلامه حتى حررت تراب الكويت من دنس البعث الصدامي، فلقد نصرتنا يا رب وانتصرت لكل المستضعفين في ارضنا، فعلينا جميعا ونحن نستقبل أعيادنا الوطنية أن نترحم على أميرنا الراحل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وعلى الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، وعلى جميع شهدائنا وشهداء المسلمين الذين فاضت أرواحهم الطاهرة فداء لتراب الكويت، ولابد أن نحسن باحتفالاتنا الوطنية ولا نتجاوز الأدب، فإن كان الله عز وجل قد مدنا بأسباب النصر فلنحفظ للمولى عز وجل حرماته ولا نرتكب المعاصي بدعوة الاحتفال بالنصر، كالتصرفات الصبيانية الطائشة مثل الرقص في الشارع العام وتشغيل الأغاني الهابطة، وفتح أبواب السيارات والتحرش بمن داخلها ورش الماء والرغوة والسرعة الزائدة في السيارة وارتكاب الحوادث، فكم من حالات وفاة حدثت في الأعوام السابقة، وكم من إصابات حدثت ومازالت تعالج في المستشفيات وبعض منها أصيب بعاهات مستديمة فهل الاحتفال بالنصر يكون هكذا؟!
الله سبحانه وتعالي نصرنا على من عادانا وغزانا وهيأ لنا الدول الإسلامية والعربية والصديقة وبفضل أعمال الخير والبر والتقوى التي كانت تقدمها ومازالت الكويت، فلا تفسدوا علينا هذه الفرحة ولنجعل احتفالاتنا فرصة للتقرب إلى الله واستذكار نعمه علينا ونتذكر جميع من ساعدنا بعد الله في دحر العدوان كدول الخليج ومصر وسورية وأميركا وبريطانيا وآخرين.
علموا أولادكم وقصوا عليهم المرارة التي عشناها، وعلموهم نعم الله علينا وعلموهم من وقف معنا ومن وقف ضدنا في محنتنا وان يقدموا الشهادة في سبيل الوطن ويقدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن وعمقوا فيهم الولاء والانتماء للكويت ولابد أن نفيق إلى ما يحاك لنا ويدبر لنا.
قال الشاعر:
بلادي وان جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]