يوما بعد يوم يفجع المجتمع الكويتي بجريمة نكراء تهز وجدان كل غيور على الأمن والأمان في هذا البلد، فالكويت دائما واحة أمن وامان ولم تر خلال عهودها السابقة هذا الكم الهائل من الجرائم وخاصة جرائم الاغتصاب والقتل، فبالأمس القريب طالعتنا الصحف بحادثة خطف المحامي سعود الهلفي من قبل 4 مصريين بتحريض من محام آخر، وجريمة أخرى عندما اختطف عسكري في وزارة الداخلية 3 أطفال أعمارهم تتراوح بين 9 و11 سنة كانوا يلعبون كرة قدم وتوجه بهم الى دورة مياه ليدنس براءتهم واستطاع النيل من أحدهم قبل ان يقوم آخر بالإبلاغ عن الواقعة من هاتفه، وقد تم ضبطه وأحيل الى التحقيق.
وجرائم الخطف من الجرائم الماسة بحرمة وحرية الإنسان، وهي من الجرائم البالغة الخطورة، وهذه الجريمة تبعث في النفوس الخوف والذعر، ومن يرتكب هذه الجرائم لابد ان يكون قد ذهب عقله.
ولعل السبب الرئيسي في شيوع الجريمة هذه الأيام ذلك الكم الرهيب من المخدرات الذي يدخل الكويت ويغرق به السوق، إضافة إلى غياب الردع وتأخر العدالة في القصاص، وسجوننا التي يتمتع فيها السجين بالإقامة ويجد فيها التسلية ومضيعة الوقت، فضلا عن الأطعمة وفي بعض الأحيان ادخال المخدرات إليها.
فإذا توافر للسجين الطعام والتسلية والإقامة والمزاج فبالله عليكم كيف نأمل ان يكون السجن مكانا للإصلاح والتهذيب؟! هذا الكم من الجرائم مصدره التراخي في معاملة المجرمين والبطء في تنفيذ الأحكام والواسطة التي تشفع للمجرم، فأصبح المجرمون آمنين من العقاب، فالذي يردع من يتوسط لمجرم عليه ان يعرف ان اسمه سيعلن على الملأ هو والمجرم والجريمة التي يتوسط فيها، حينها سيمتنع اهل الواسطة من استخدام نفوذهم للتأثير على سير العدالة والذي سيطهر بلدنا من هذا الكم من الجرائم، كما أن علينا ان نضع ايدينا على الممول الحقيقي لصفقات الخمور والمخدرات التي تدفع فيها الملايين لا أن نضع ايدينا على وسيط غبي كل عمله انه يحمل البضاعة ليدخلها الى الكويت، والواجب ان نعرف لحساب من يعمل؟ ومن الذي يحميه؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
ولابد ان تكون سجوننا حقيقية ينال فيها المسيء عقابا رادعا وحرمانا من كل ملذات الحياة، وأولاها الحرية عقابا له على ما اقترفت يداه، وهذه رسالة الى وزارة الداخلية ممثلة بوزيرها النشط وأركان وزارته، مع الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان الكويت. قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
وقال الشاعر:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه.. اللهم آمين.
[email protected]