الرعاية الصحية التي تقدمها الدولة هي حق كفله الدستور لكل مواطن، فمن حقه أن توفر له الدولة الرعاية الصحية داخل الكويت، فإن لم يجد تتكفل الدولة بعلاجه بالخارج، فقد قامت وزارة الصحة مؤخرا مشكورة بتوفير دواء بقيمة 2 مليون دولار (zolgensma) وهذا الدواء يعتبر الأعلى ثمنا في العلاج وهو لعلاج ضمور العضلات الشوكي عند الأطفال شفاهم الله ،واحتمال وصوله شهر نوفمبر القادم، وهذا الدواء للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن عامين من المرض ويعطى مرة واحدة عن طريق الحقن الوريدي ويعمل على تحسين الاستجابة للخلايا العصبية الحركية لدى الأطفال ولابد أن لمن يستخدم هذا الدواء من الأطفال أن يخضع للفحص ومتابعة الوظائف الكبدية (L.f.t) ويخضع كذلك لإجراء فحص وكشف عن الأجسام المضادة للفيروس قبل تلقي الجرعة العلاجية.
وهذا العلاج أفضل من الدواء المستخدم سابقا والذي كان يؤخذ عن طريق الحقن في السائل المحيط بالحبل الشوكي وهذا الدواء يقلل من السفر للخارج وسيزور فريق طبي إلى الكويت لشرح كيفية إعطاء الدواء.
ومرض ضمور العضلات الشوكي هو أحد أسباب وفاة الأطفال دون سن الثانية ويكون ضمن الأمراض الوراثية وهناك مشكلة كبيرة يواجهها المرضى في الكويت، بعض الأحيان عندما تذهب إلى الطبيب ويعطيك وصفة طبية وتذهب إلى صرفها تفاجأ بأن هذا الدواء غير موجود في الصيدلية وعليك أن تذهب إلى مستشفى آخر وكثير من الأدوية غير موجودة في الصيدليات ويواجه مرضى التهاب القولون التقرحي مشكلة كبيرة في بلدنا الكويت لعدم وجود دواء لهذا المرض (الكرونز).
ولا يوجد في المتشفى الأميري ولا بالمستودعات الطبية ولا مستشفى الصباح فلابد من الوزارة أن توفره في أقصى سرعة لحل مشاكل هؤلاء المرضى، ونتكلم عن بعض مشاكل وزارة الصحة، فلابد من زيادة أعداد المستشفيات وزيادة قدرتها الاستيعابية ولابد من الوزارة كذلك استقطاب أطباء من ذوي الخبرة والعلم ولهم باع وإنجازات طبية تتهافت عليهم مستشفيات العالم وعلى معالي وزير الصحة ووكلائه أن يولوا جل اهتمامهم لحماية أطبائهم، فلا يعقل أن يعتدي مراجع على طبيب فإذا فقد الطبيب الأمن فلن يعطي ولن ينتج ولن يعالج وسيظل أسير هواجس الاعتداء، فالأمن يحقق الاستقرار وينصرف الأطباء إلى عملهم مطمئنين.
فيا معالي وزير الصحة الموقر، أعلم أنك ورثت تركة مثقلة بالمتاعب والمشاكل ولكن بالإصرار والتحدي والشفافية تستطيع أن تبني وتطهر وزارتك من كل شائبة وما دمت قد عرفت الداء فلابد له من دواء فتوكل على الله وانفض عن وزارتك غبار السنين وإهمال بعض المسؤولين ولا تأخذك الرأفة بأي متقاعس.
شكرا لكل طبيب مخلص وشكرا للهيئة التمريضية وكل مخلص متفان.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]