مازلنا ننتظر تشكيل الوزارة الجديدة حتى لا ندور في حلقة مفرغة والى نقطة الصفر التي تلازمنا وتلازم عملنا السياسي وعلى كل الأصعدة من تنمية واقتصاد نتساءل: أي وزير نريد؟ من الوزير الذي يصلح للمرحلة المقبلة؟ وكيف نختار وزراء يؤدون ما عليهم ويصلحون حال بلدنا ويحلون مشاكل الشعب الكبيرة؟!
لا نريد وزيرا طائفيا يبث بذور الفتنة ويعمقها، نريد وزيرا كويتيا لحما وشحما وفكرا وعملا، لا نريد وزيرا انتماؤه للقبيلة يشكل كل قناعاته، ومنها تخرج قراراته وإليها تصب نتائجه.
نريد وزيرا مختصا خبيرا بشؤون وزارته تدرج في مناصبها ودرس في مقاعدها وتنقل في غرفها يعرف كل صغيرة وكبيرة فيها، لا نريد وزيرا يبحث عن الفضائيات ويحرص على الأحاديث الصحافية والظهور في كل مناسبة وبغير مناسبة.
نريد وزيرا قليل الكلام كثير العمل، أما وزراء الفضائيات والتصريحات فعليهم بالتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، فهي أنسب مكان لهم لإرضاء طموحهم في الشهرة وحب الظهور.
نريد وزيرا طاهر اليد واللسان، لا نريد وزيرا يخشى مجلس الأمة وترتعد فرائصه عند تلويح أي نائب بمناسبة وبدون مناسبة باستجوابه أو سؤاله، نريد وزيرا يسارع إلى تقديم إقرار ذمته المالية بعد أن يحلف اليمين ويعد نفسه لأن يطبق عليه قانون «من أين لك هذا؟»، فلقد سئمنا من الخوض في الذمم المالية لمسؤولينا تحت شعار حماية المال العام والتربح والعمولات وما إلى ذلك، فطهارة اليد والشفافية يجب أن تحكم وزراءنا في المرحلة المقبلة.
ويجب أن تنتهي المحاصصة في اختيار الوزراء والمجاملة للطوائف والقبائل، فمصلحة الكويت هي الأهم، وهي ما ينبغي أن نحرص عليه ونسعى إلى ترسيخه وتعميقه، بعد أن ضاعت فترات هباء منثورا ونحن نلتمس طريقا للتنمية ولحل مشاكلنا، ضاعت ونحن نخرج من استجواب إلى آخر، حتى سئم شعب الكويت من الديموقراطية ودعاتها ورجال المشاكل ودعاتها تحت مسميات شتى من صنع خيالاتهم المريضة.
مشاكل في التعليم والصحة واكثر الوزارات بها مشاكل، وها هي شوارعنا بحفرياتها وازدحامها بالسيارات الكثيرة، كل هذه المشاكل تريد لها حلا، هل هذه هي الكويت التي كانت درة ولؤلؤة الخليج وأصبحنا في آخر الركب؟!
يا سمو رئيس الوزراء الجديد الشيخ صباح الخالد، لديك تركة ثقيلة، لذا عليك اختيار رجال المرحلة المقبلة حتى نعيد للكويت مكانتها، ولابد من فتح صفحة جديدة لمجتمعنا الكويتي وبعلاقات أخوية تجمع الكل في الكويت ليسعد كل مواطن، يريد رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عمية عن الشر أعينهم، بطيئة إلى الباطل أرجلهم، يصلون الليل بالنهار وهم طاهرو اليد واللسان من أجل كويتنا الحبيبة الغالية، هذا ما نريده أن يتحقق.. قال الشاعر:
ابني الكويت العاملين تكاتفوا
وتساندوا كتساند البنيان
اللهم احفظ بلدي الكويت واميرها وشعبها وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]