احتفل العالم يوم 8 مارس باليوم العالمي للمرأة، وكان شعار هذا العام ليوم المرأة العالمي، كما نص الدستور الكويتي، ان الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ومتساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين، لقد كرم الاسلام المرأة وأعطاها منزلة عظيمة بعد ان كانت حبيسة خباتها تؤمر ولا رأي لها ولا كيان، وكانت المرأة في الجاهلية توأد فأعطاها الاسلام حقها في الميراث وحقها في الشهادة وحقها في ابداء رأيها، بل جعلها مصدرا من مصادر استفتاء الشريعة الاسلامية فجعلها راوية للحديث الشريف ومصدرا تستقي منه السنة النبوية الشريفة.
فالنساء شقائق الرجال ومكانة المرأة لم تكن خافية على أمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الاحمد، فأعطى المرأة حقها في التصويت والترشح وجعلها تحتل اعلى المناصب في الدولة، واصبحت وزيرة في الحكومة ايمانا منه بقدرة المرأة الكويتية على العمل والانتاج والابداع، لكن بعض الناس عز عليه ذلك، فأخذت بعض الفتاوى حينها تصدر من هنا وهناك، فحاول حرمان المرأة المشاركة والخروج من غياهب الظلام، سيل منهمر من الفتاوى تصب في خانة العودة الى القرون الوسطى والى الجاهلية الأولى.
ولكن لأن اصوات النساء تمثل في الكويت 60% تقريبا من اصوات الناخبين، اي بمعنى آخر أصبحت هذه الأصوات لازمة لترجيح كفة اي مرشح وايصاله لمجلس الامة، فأكثر المرشحين اصبحوا يتهافتون على اصوات النساء ويدغدغون مشاعرهن بالحديث عن حقوقهن في السكن والعلاوة وحق اولادهن من غير الكويتي في الجنسية بعدما كانوا يصبون لعناتهم على الحرية والسفور والخروج للعمل.
تناقض ما بعده تناقض، وزج الدين بالسياسة وتطويع الدين لتحقيق المآرب والغايات، وللأسف البعض جعل الحرام حلالا مادام سيحقق المصالح ويجمع الاصوات ويقرب من دخول مجلس الامة، فالمرأة لها قضاياها التي لا يستطيع احد ان يعبر عنها ويناقشها والمرأة تشكل اكثر من نصف المجتمع ومن المنطق ان يعنى بها الدين تربية ورعاية وتثقيفا بحيث يحيط كيانها ويصون عزتها ويحمي كرامتها، والمرأة انسان مكرم والدين الإسلامي كرمها ووضعها في مصاف الرجال، ولم يفرق بينهما الا حين تقتضي طبيعة المرأة ووظيفتها من هذا التفريق، والاسلام أجاز للمرأة القيام ببعض الأعمال التي تعود عليها وعلى أسرتها بالخير، والمرأة لها حق العلم والتعليم والجهر ضد ما تراه مخالفا للشرع، فالإسلام علم المرأة الجرأة في الحق وعدم الخوف في ابداء رأيها وسؤال حاجاتها. وقد كرم الاسلام المرأة اما وبنتا واختا وزوجة والام الواعية لها دور رائد في تكوين الفرد الصالح والأسرة الراشدة والمرأة الصالحة تبني وتكافح وتجلب السعادة لأسرتها لأن المرأة الصالحة كنز يفوق كنوز الدنيا.
والمرأة الواعية المتزنة الناجحة لا غنى عنها ولا يقوم احد مقامها ويجب إعدادها إعدادا صحيحا وتأهيلها تأهيلا كبيرا لاداء واجبها الاسري والمرأة حالمة وتواقة الى بذل العلم ونصح العباد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله»، والقائل صلى الله عليه وآله وسلم «استوصوا بالنساء خيرا».
قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
اللهم احفظ بلدي الكويت واميرها وشعبها وبلاد المسلمين من كل مكروه ويحفظنا والمسلمين من جميع الأمراض، اللهم آمين.
[email protected]