تمضي بنا الأيام وتتعاقب بنا الشهور، وها هو شهر ابريل ولنا معه وقفة، فهو شهر تكثر فيه الأكاذيب والمقالب التي درج البعض على نشرها بين الناس وحفلت بها الصحافة والإعلام وأصبحت تحكى كطرف ومقالب وإن كانت لا تخلو من سخافات «كذبة ابريل» فتجعل أذهانا تتفتق عن أكاذيب جديدة ومقالب ينشرونها ويوقعون فيها الأهل والأصحاب ويظن من يلقيها أنها كذبة بيضاء لا تغير شيئا إنما تجذب الابتسامة فقط.
والحقيقة أن الكذب ليس له ألوان وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، انما الكذب كذب، والكذب يهدي إلى الفجور وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
وإن بعض الأكاذيب قد أدى الى خراب البيوت وهدر المال، وأذكر زوجة أبلغت بفقدان ولدها الذي خرج في رحلة مع أصدقائه في عرض البحر فأصابتها سكتة قلبية أودت بها، وأمثلة كثيرة على فساد هذه البدعة والضلالة التي تحاول بعض وسائل الإعلام نشرها، ووسائل الاعلام مفروض بها الصدق ونشر الفضيلة لا أن تتبنى فكرة مريضة هدفها تعويد الناس على الكذب والبراعة فيه، فليس من شيم المسلمين أن يحرضوا على الكذب ولا من الاسلام أن يمعن المرء بالكذب، فهذا من محقرات الذنوب التي تؤدي بصاحبها الى النار عندما يتعود على هذه الذنوب الصغيرة التي تجعله يسلك هذا الطريق الى الكبائر بسهولة ويسر وننأى بأنفسنا عنها ونزجر من يتداولها إرضاء لله ورسوله.
وقد لعن الله قوما أشاعوا الفاحشة بينهم والكذب أول درجات المعاصي ولا أحسب أحدا يرضى لنفسه ولا لأهله أن يكونوا من الفاحشين الآثمين، وإن كان لكذبة ابريل أصل تاريخي فنحن لا يلزمنا كمسلمين أن نقلد من لا دين لهم ولا خلق لهم، بل الأحرى أن نقلدهم في أمر نافع يتفق مع قيمنا وتقاليدنا، فأي سرور هذا الذي تجلبه كذبة كبرى في أبريل؟ غير الصدمة واليأس والضياع فليحفظ المسلمون ألسنتهم فهي طريق الى النار وليبتعدوا عن الأكاذيب والترويج بها ونشرها تحت اي مسمى ولو كانت كذبة ابريل، وإن صادفك زميل وألقى إليك بها فلا تأبه له وعنفه على نشره للأكاذيب وإضاعته لقيم المسلمين بالترويج بالكذب والباطل حتى نقضي على هذه البدعة (وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).
وأهيب بصحفنا ألا تفرد أي مساحة أو تنشر أي خبر عن تلك الكذبة الوافدة إلينا وهي كذبة ابريل، والكذب كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم انه يجوز بثلاثة مواطن منها في حالة الحرب وإصلاح ذات البين وعلى الزوجة ببعض الأحيان، ولم يرد في سنة رسولنا الكريم الكذب في أبريل ولا في غير ما سبق ذكره.
إن حرية القلم التي كفلها الدستور لا تعني الاستهتار والاستخفاف ونشر الأكاذيب، فالقلم أمانة والأمانة الصحافية تعني الصدق ثم الصدق لا الافتراءات والأكاذيب.
اللهم احفظ بلدي الكويت وسائر بلاد المسلمين من هذا البلاء ونسألك أن تنقشع هذه الغمة. اللهم آمين.
[email protected]