الكويت سمعتها بين دول العالم وثوبها الأبيض الناصع تتشرف به وتتفاخر وبإنجازاتها وتمد يد العون للجميع، لكن فئة مارقة لا تخاف الله وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم هم تجار الإقامات الذين تخلوا عن العمال الذين جلبوهم إلى ارض الكويت بمقابل مادي، ويعلم الله من أين أتى هذا العامل بهذه النقود، وبسبب جشعهم وعدم خوفهم من الله تركوا هؤلاء العمالة بالشوارع دون عمل وجعلوهم عماله سائبة يتيهون بالشوارع، ومنذ أن ظهر وباء كورونا في العالم وفي الكويت ظهرت الضرورة لعودة هؤلاء العمال الفقراء الى بلدانهم وتكفلت الحكومة بتسفيرهم ولكن من دون أن يأخذ أي عامل أي نقود من هذا الكفيل الذي أخذ نقودهم.
لا بد أن تضرب بيد من حديد على تجار الإقامات وتجبرهم على إعطاء كل عامل جلبه هذا التاجر حقه في النقود حتى يكون عبرة للآخرين.
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وسيرى من يظلمون هؤلاء العمالة البسطاء نتيجة هذا الظلم يوما من الأيام فدعوة المظلوم مستجابة.
كما أننا نرى هؤلاء العمال متكدسين في غرفة واحدة وهذا بحد ذاته مصدر من مصادر المرض ونحن في وقت وباء متفش وهو «كورونا».
وهنا نتساءل: من الذي سمح لهؤلاء التجار بجلب هؤلاء وأين شركاتهم ومشاريعهم التي تحتاج الى هذا الجيش الجرار من العمالة التي لا عمل لها حتى أصبحوا قنبلة توشك على الانفجار بفعل عدم صرف رواتبهم والحياة البائسة التي يعيشونها؟ انظروا الى شوارع الجليب والفروانية وحولي تروا البائسين من ضحايا تجار الإقامات وشركات التنظيف والحراسة وأكثر الشركات لا تدفع رواتبهم مع نهب قوت يومهم والمتاجرة بهم من خلال نقل الإقامات.
تعالوا الى وزارة الشؤون لتروا العجب العجاب وكم المصائب والمرتشين الذين يعيشون بيننا، آلاف التصاريح تعمل عن طريق الواسطة والتزوير وعدد من الموظفين في إدارة الهجرة يرتشون وتمت إحالتهم الى النيابة العامة بعدما وردت أسماؤهم بقضية ختم لا مانع وبتزوير عقود حكومية، فساد في فساد والحل هو القانون وسيادة القانون والتشهير في كل وسائل الإعلام لنشر أسماء المرتشين الفاسدين والمنتفعين والضرب بيد من حديد ونشر الأسماء حتى يعرف القاصي والداني حجم الإساءة التي يلطخها هؤلاء بسمعة الكويت ناصعة البياض.
لن تكون الكويت دولة لهؤلاء المرتزقة ولن تكون الكويت مرتعا للأفاكين، فالذي يريد للكويت سوءا علينا ان نمحقه ونتبرأ منه فلا أحد فوق القانون وهؤلاء الفقراء البائسون من العمال يستصرخون الضمائر الحية ان كان لها بقية من حياء أن ترد لهم أموالهم وتصرف أموالهم وتساعدهم على العودة الى بلدانهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أعط الأجير حقه قبل ان يجف عرقه».
***
نود ان نشكر الكوادر الطبية والتمريضية ووقوفهم الشامخ في العمل الدؤوب والتخلص من هذا الوباء وكذلك رجال الداخلية والجيش والحرس الوطني والإطفاء ورجال التجارة والصناعة والبلدية والكهرباء والماء والنفط والأشغال على جهودهم الكبيرة تجاه التخلص من هذا الوباء الخطير، ونشكر كذلك كل من تطوع في كل مكان في خدمة وطنه الغالي الكويت ونشكر كذلك تبرع بعض المزارعين بفتح مزارعهم مجانا لكل مواطن ومقيم، بارك الله فيهم وفي عملهم.
اللهم إنا نسألك أن تنقشع هذه الغمة وأن تفرج همومنا وتصرف هذا البلاء والوباء عن كويتنا الحبيبة وجميع بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم آمين.
[email protected]