(شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
يحتفل العالم الاسلامي غدا الجمعة بأول يوم من شهر رمضان المبارك، ونسأل الله ان يديم علينا نعمه والحرص على فعل الخيرات فيه، فالعاقل من انتهز فرصة هذا الشهر الكريم في التقرب الى الله في اعمال البر والصلاة والبعد عن المعاصي وتلك الحكمة من الصيام وليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط.
رب صائم جزاؤه من صيامه الجوع والعطش لانه لم يفهم حقيقة هذه الفريضة التي فرضها الله عز وجل على عباده لكن هناك اناسا يحرصون على افراغ الصيام من محتواه وتحويله الى شهر للنوم والسهر والكسل والتراخي ومشاهدة الفضائيات والاعمال الفنية تحت مسميات شتى يجمعها هدف واحد هو إلهاء المسلم عن العبادة والتواصل مع الخالق سبحانه وتعالى بأن يجلس امام التلفاز ينتقل من قناة الى قناة متتبعا برامج ومسلسلات كثيرة.
ولابد ان نترجم سلوكنا بهذا الشهر الفضيل وخاصة ونحن نمر بأزمة وباء كبيرة وهي وباء فيروس كورونا وهذا الوباء جند ارسله الله الى العالم اجمع ودرس كبير لنا حتى نتعظ ونعرف ان الله قادر على كل شيء، ونعرف كذلك ان الحرام يبقى حراما ولو ان كل الناس تفعله، ويقول احد العلماء «انني ادعو الله في حاجتي فإذا اعطاني اياها فرحت مرة واذا لم يعطني اياها فرحت عشرات المرات لأن في الاولى اختبارا لي، اما في الثانية فهي اختبار الله علام الغيوب».
وكان السلف الصالح يتواصون بثلاث كلمات «من اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن اصلح سريرته اصلح الله علانيته، ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته».
وفيروس كورونا رسالة لنا جميعا انه جند من جنود رب البرية، وهذا الفيروس افزع الملوك وزلزل العالم اجمع ومات الالوف واوقف الحروب وقطع الصلاة في المساجد وقطع الطواف في الكعبة، وهذه رسالة من رب العالمين لكثرة المعاصي والذنوب، ولو علمنا كيف لنا في الاجر الكبير بعد المحن لما تمنينا سرعة الفرج.
ولابد لكل الناس مواطنين ومقيمين الالتزام بتعليمات السلطات الصحية ومساعدة الاطباء مع من هم في الحجر المنزلي وان يبتعدوا عن المخالطة مع اسرهم في فترة الحضانة، وبمخالفة هذه التعليمات الصحية ستكون نتائجها وخيمة على الاسرة والمجتمع، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يكشف هذه الغمة عن الكويت وجميع بلاد المسلمين والعالم اجمع، وان يتقبل الله صيامنا وقيامنا وان يغفز ذنوبنا ويعفو عن زلاتنا ويرحم موتانا وموتى المسلمين وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.. اللهم آمين.
[email protected]