تطالعنا الأخبار بالجرائم التي أصبحت مادة خصبة لصفحات الجرائد بأبطالها من فلذات أكبادنا يرتكبها الأحداث وغيرهم وتحمل دلالات ومعاني ينبغي التوقف عندها بالتحليل، فعندما يصبح الحدث مجرما يتسور الأسوار ويفتح المحلات ويشهر سلاحا ويهتك عرضا ويصبح مدمنا بجرعة زائدة، وهم أبناء بأعمار الزهور يحيدون عن الطريق السليم وينحرفون ويصبحون مجرمين لأن أهلهم لم يحسنوا تربيتهم وانصرفوا عنهم وشغلتهم أموالهم وتجارتهم وسفراتهم وتركوهم فريسة لأصدقاء السوء، يأخذون القدوة من بعض المسلسلات الهابطة ويصادقون الأشرار عبر الإنترنت والغرف المغلقة للدردشة، فتنهار لديهم منظومة القيم الإسلامية العظيمة ويصبح قدوتهم المجرمون والمدمنون والمستهترون، المتشبهون بالنساء والجنس الثالث والرابع أصبحوا في كل زاوية من زوايا المقاهي والمجمعات، وهذه ظاهرة خبيثة تنخر في مجتمعنا وتعود معظم هذه الجرائم في مجتمعنا إلى التفكك الأسري وأصدقاء السوء وانتشار البطالة بين الشباب وضعف الوازع الديني وانصراف الوالدين عن الأبناء وتركهم لرعاية الخدم بثقافاتهم الوافدة وقيمهم المدمرة والميوعة.
وعندما يشاهد الأبناء العاريات في التلفاز الأبطال الذين يحتسون الخمر والمجرمين الذين يفرون من العدالة حسب رؤية المخرجين، ونشكر وزارة الداخلية ورجالها المخلصين عندما ذهبوا إلى منطقة الخيران والقبض على المتسكعين الذين يمارسون أعمالا منافية للآداب وتخالف القوانين وقرارات الدولة والعادات والتقاليد للبلاد ووجود الآلاف من العائلات الكويتية الذين يقضون الإجازة للاستمتاع بالبحر، ولكن وجود بعض هؤلاء الشباب غير الملتزم أدى إلى بعض الإزعاج، فتم توزيع فرق أمنية للمحافظة على الآداب.
وللأسف وجد رجال الأمن أعدادا من القصر دون سن 18 سنة يقومون باستئجار عدد من الشاليهات ويمارسون أعمالا منافية للآداب سواء تعاطي المخدرات أو المسكرات، لابد أن يحاكم من أجر الشاليه لهؤلاء القصر، فالقانون يمنع التأجير للقصر، ناهيك عن استخدام البانشي في الطرقات مما أدى إلى ازعاج الأهالي.
كما وجد رجال الأمن ظاهرة خطيرة بتأجير الشاليه لمراهقين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة ومتغيبين ومتغيبات عن أهاليهم ووجدوا معهم حبوبا مخدرة، فلابد من الالتزام بالعادات والتقاليد والأعراف الكويتية وأكثر هذه السلوكيات دخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ.
نصيحتي للأب والأم، اتقوا الله في أبنائكم واهتموا بهم ووفروا لهم وعليهم رقابة صادقة واعية تبصر بالأخطار المحدقة وتبصرهم بالعواقب التي تنتظرهم والضياع الذي يتلقفهم إن حادوا عن الصواب وانساقوا مع الشهوات، إن أبناءكم أمانة في أعناقكمن وعليكم أن تحرصوا عليهم وتعضوا عليها بالنواجذ، لأننا في زمن المفاسد التي تصل إلينا داخل بيوتنا عبر الفضائيات وثورة الاتصالات.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم «المرء على دينه خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (اي من يصادق).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]