يصادف الأحد القادم الثاني من أغسطس عام 2020 الذكرى الثلاثين للعزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت الحبيبة، وهذا الغزو البربري لم يشهد له تاريخ العالم مثيلا منذ احتلال فلسطين عام 1948 وهزيمة العرب عام 1967 ومن المؤسف حقا أن يأتي هذا العدوان من جار ينتسب إلى العروبة والإسلام، وهذا العدوان الغاشم على بلدي الكويت كان مثالا صارخا لنكران الجميل، وأعطى صورة سيئة للدين الإسلامي والمسلمين.
وللأسف لم يلتزم العراق بالعهود والمواثيق التي كانت بين الكويت والعراق وفي الأمم المتحدة والجامعة العربية وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد أراد المجرم صدام حسين وأعوانه احتلال الكويت بكل ثرواتها وبكل بخيراتها واحتلال أهلها، ونتذكر جميعا هذه الذكرى المؤلمة حيث المعاناة والمآسي التي عاشها الكويتيون ومن معهم في فترة الاحتلال فقد رأوا جميع ألوان العذاب والإهانات واستباحوا كرامة الإنسان فقد كان الغزاة كالحيوانات المسعورة ويتلذذون بألوان القتل والى انتهاك حرمات الكويتيين ويتفننون في تمثيلهم للجثث الطاهرة وسرقة الأموال والآثار وكل ما تقع عليه أعينهم وقد كان المجرم صدام حسين يعتقد بأسلوبه النجس أن يمحو الهوية الكويتية ويلغي تاريخ الكويت العظيم ولكنه لم يستطع، وتناسى أن الكويت هي منبت الرجال، ولكن إرادة الله عز وجل سخرت لنا دول التحالف والدول العربية والصديقة في حفظ الشرعية وبددت أحلام المعتدي الغاشم في ابتلاع الكويت.
وعلينا أن نحمد الله ونشكره على أن أنعم علينا بتحرير بلدنا ولعلها دعوة طفل أو عجوز أو أي مخلوق دعا الله فتحررت الكويت وبفضل كذلك أعمالها الخيرية في شتى بقاع العالم، وعلينا أن نعرف أن العراق وحزب البعث ليس صدام حسين فقط فهذه حقيقة يجب أن نضعها أمام أعيننا، فمبادئ هذا الحزب كانت ومازالت تسري في عروق ودماء العراقيين من أعضاء هذا الحزب مسرى الدم في العروق ولم يستطع العراقيون ان ينفذوا إلى هذا الشعب أن يتعاون معهم وتحرك الجميع بكل طوائفهم سنة وشيعة وبدوا وحضرا لمواجهة الغزاة وضربوا أروع الأمثال في البطولة والفداء مقدمين الكويت على الحزبية البغيضة ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين فهم على تاريخهم الطويل لم يعرفوا القسمة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا الكويت وأسرة الصباح.
حافظوا على بلدكم، فالكويت أمانة في أعناقكم وبإذنه تعالى بتكاتف الكويتيين وحبهم لبلدهم الكويت سترجع الكويت درة ولؤلؤة الخليج كما كانت ولا مكان للمفسدين والفاسدين في بلدنا أرض المحبة والسلام.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه.
وندعو الله سبحانه وتعالى ان يشفي قائدنا الغالي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، شفاء لا يغادر سقما.
قال الشاعر:
بلادي الكويت سلمت لنا وعشت مدى الدهر لي موطنا.
عروس الخليج وأرض الكفاح لأجلك نحمل كل السلاح.
[email protected]