مسلسل العنف والسلوك العدواني والاعتداء على رجال الامن اتخذ منحى خطيرا كالتطاول على رجال الأمن في المخافر وقيام بعض المستهترين بالاعتداء على هيبة المخفر.
وهذه القضايا والوقائع تدل دلالة واضحة على عدم الاهتمام والخوف من هيبة رجال الامن وعدم احترام القانون، فبالأمس القريب عندما حرر أحد رجال المرور مخالفة لمستهتر يمشي عكس السير ورفض هذا المستهتر تحرير مخالفة له بإهانة موظف عام اثناء تأدية مهام عمله، وقام هذا المستهتر بالتلفظ على النقيب بعبارات غير لائقة على مرأى ومسمع من المارة.
وقضيه اخرى عندما احتجز مواطن في المخفر في قضية اهانة ضابط في وزارة الداخلية برتبة رائد داخل مبنى الوزارة في صبحان، فقام هذا المواطن بالاعتداء على الرائد بالضرب واهانته على مرأى ومسمع من العاملين في الاستقبال، والحوادث كثيرة من حالات الانفلات الأمني في الكويت، فعندما يسود هذا الانفلات في الكويت فلا تنمية ولا نهضة ولا بناء مرتجى، فالأمن والأمان من الركائز الأساسية للبناء، فإن شعر المرء بالأمن تفرغ للبناء ونشطت قريحته للعطاء وسخر كل جهوده لتقدم الوطن وازدهاره، فبعض المواطنين او المقيمين يتجرؤون على رجال الامن وحماة الوطن متسلحين بالواسطة وبأصحاب النفوذ، ونتساءل ما هذا التسيب؟!
وعلينا ألا ننسى الدور الكبير الذي قام به رجال الشرطة من بداية ازمة «كورونا» الى الآن، الذين واصلوا الليل بالنهار لخدمة بلدهم الكويت، وقديما كان لا يستطيع اي انسان، كائنا من كان، ان يرفع عينه على رجال الشرطة او حتى على حرس الأسواق ونشاهد انفلاتا أمنيا في الشارع وتسيبا وتجاوزا للقوانين الخاصة بآداب المرور وغيرها، و«من أمن العقوبة اساء الأدب» فالأمن هو اساس التنمية ولا تنمية من دون أمن ولابد من عودة الهيبة إلى رجال الأمن وهي خير بداية لنشر الأمن في ربوع الكويت، وهذه الهيبة لن تعود الا عندما يطمئن رجل الامن إلى ان تنفيذه للقانون الحق هو خير سند يحميه من أي سلطة او متنفذ، فالقانون يطبق على الكبير قبل الصغير، كما قال صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، في كثير من اقواله ولابد لرجل الأمن ان يتحلى بالأخلاق العالية والتعامل مع الناس بأسلوب راق لا ان يكون عابس الوجه، ونشكر نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية انس الصالح والوكيل ومساعديه على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهي امانة الأمن والامان للكويت.
قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله».
اللهم احفظ بلدي الكويت واميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل شر ومكروه، ونسأل الله ان يعجل في شفاء سمو أميرنا الغالي الشيخ صباح الاحمد ويرجعه الى الكويت سالما غانما، اللهم آمين.
[email protected]