نعم الموت الحق (كل نفس ذائقة الموت)، نعم نحن راضون بقضاء الله ولا نملك إلا الامتثال لأمره، نعم رحلت عنا بجسدك الطاهر وكنت نبتة صالحة وشجرة باسقة يتفيأ بها أبناء الكويت، لقد كنت القائد الكبير الذي عرفته الحياة إلى مسح دمعة اليتيم لأبناء الأسر والشهداء، ألم فراقك يا أميرنا الغالي يعتصر قلوبنا وأجسادنا، لقد كنت رحمك الله في الصفوف الأولى في المبادرات الدولية الساعية لحشد تضامن المجتمع الدولي مع الشعوب المنكوبة من جراء الحوادث والحروب، وأعمالك الكثيرة شاهدة على عظمتك، وقد قامت منظمة الأمم المتحدة بتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني وأطلقت على أميرنا الراحل (قائد العمل الإنساني).
وقد تحققت في عهدك الكثير من الإنجازات الإنسانية دون أي تفريق بين دين وجنس، وكان لك دور كبير في إصلاح الجفاء في البيت الخليجي وسعيك الدائم لجمع الشتات، وسموك رجل استثنائي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ورفعت اسم الكويت في المحافل الدولية.
على مدى تاريخه حقق إنجازات عظيمة في المناصب التي تحملها، فقد تولى سموه رحمه الله وزارة الإرشاد والأنباء وساهم في تطور وازدهار الإعلام الكويتي، وتولى حقيبة وزارة الخارجية سنة 1963 ليرفع العلم الكويتي في الأمم المتحدة ولقب رحمه الله بعميد الديبلوماسية، وكان له دور كبير وعظيم في الوقوف ضد الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 وحشد اكثر من 30 دولة لتحرير بلدنا الغالي الكويت.
عين 2003 رئيسا للوزراء وتولى مقاليد الحكم عام 2006 وكان يقف بجانب القضية الفلسطينية وكان يدعوهم دائما للاتحاد وعدم الفرقة، علاوة على التبرعات الكثيرة لإعمار غزة ومناصرته الدائمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وبرحيلك يا أميرنا الـــغالي فقدت الكــويت رجــــلا فريدا من نوعه وفقدت الأمة العربية رجل الإنسانية، وفقدت الأمة الإسلامية رجلا من أكبر وأكثر الرجال مناصرة للقضايا الإسلامية.
وأنت يا سمو الأمير انتقلت بجسدك، ولكن روحك الطاهرة ومواقفك المشرفة ستظل بيننا دائما، وأصعب شيء على الإنسان هو فراق الأحبة، لن ننسى دعمك اللامحدود للأعمال الخيرية في الكويت ومنحها الحرية في جمع التبرعات ضمن اللوائح المنظمة للأعمال الخيرية ورعايتك لأربعة من المؤتمرات الدولية للجهات المانحة لأعمار العراق وإغاثة سورية.
رحم الله والدنا الغالي سمو الشيخ صباح الأحمد وأسكنه فسيح جناته وجمعنا معه في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء اللهم آمين.
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراقك يا أميرنا صباح لمحزونون، لكننا نستذكر قول الله تعالى (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
وبالطبع آمالنا معقودة في بلدنا الغالي الكويت على صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، لإكمال مسيرة العطاء والخير والنماء لوطننا الغالي الكويت، فسموه خير خلف لخير سلف، وندعو الله أن يعين سموه على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
أسأل الـــله أن يحفظ الكويت وأمـــيرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل شر. اللهم آمين.
[email protected]