تكلمنا في الأعداد السابقة عن الفترات المناخية الباردة التي تدخل مع برد البطين في نفس فترته مثل برد الازيرق او تشار وتشار وكذلك فترة برد العقارب، ولكن نتكلم هنا عن الفترة الرئيسية من البرد والتي هي فترة برد البطين.
ويبدأ برد البطين عادة في منتصف شهر يناير أي في يوم 15/1 ويستمر حتى يوم 7/3 من كل عام كما تسمى هذه الفترة ايضا بالشبط ومعروف عنها انها اشد أيام السنة برودة أو انخفاضا في درجات الحرارة، ويستمر «البطين الشتوي» ـ وسميناه الشتوي لان هناك نوء البطين في الصيف سنتكلم عنها لاحقا - مدة تبلغ 52 يوما تقسم فيها فترة برد البطين الى 4 أنواء مدة كل نوء 13 يوما وهي كالتالي:
1- نوء النعايم: وفترته مدتها 13 يوما تبدأ من 15/1 حتى يوم 27/1 وهو النوء الذي يأتي بعد المربعانية مباشرة كما يسمى هذا النوء عند بعض الناس بفترة الشبط، وفترة الشبط هذه ليست نجما انما هي صفة اتصفت بها هذه الأيام، وقد سميت بالشبط نسبة الى شهر شباط باللغة السريانية الذي هو شهر «فبراير» الميلادي، كما تسمى فترة نوء النعايم ايضا بفترة شباط أول حيث ان شباط الثاني هو نوء البلدة الذي يأتي بعد نوء النعايم مباشرة.
وهناك مقولة معروفة في الكويت وشبه جزيرة العرب «شباط مقرقع البيبان» وقرقعة البيبان أي تحريك الأبواب وذلك بسبب هبوط الرياح الشديدة في هذه الفترة.
ويسمى هذا النوء باللغة الانجليزية «nunki» وهي عبارة عن مجموعة من النجوم تتكون من 8 نجمات في برج القوس وتبعد عن الأرض بنحو 220 سنة ضوئية وتشرق في الفجر قبيل شروق الشمس في يوم 15/1 ويتكون هذا النوء من مجموعتين: المجموعة اليمنى وتسمى النعايم الواردة والمجموعة اليسرى وتسمى النعايم الصادرة كما يسمى هذا النوء بـ«الشبط» ايضا وبه يبدأ برد البطي، وفي اواخر هذه الفترة أي في يوم 24/1 تدخل الفترة التي تعرف محليا بالأزيرق او بالتشار وتشار والتي هي اشد أيام السنة برودة والتي تم تفسير معناها سابقا، ويقال في النوء المثل التالي «بالنعايم يعجز البرد العجوز النايم» أي ان البرودة الشديدة في هذا النوء لا تمكن الرجل العجوز من القيام بسهولة من الفراش لقضاء حاجته، ويلاحظ ايضا وجود الصقيع على الأرض الذي يتلف المحاصيل الزراعية ويسبب الضرر للمزارعين، ويكون متوسط درجات الحرارة يتراوح ما بين 18 مئوية في حدها الأعلى و8 مئوية في حدها الأدنى.
ويقول ساجع العرب: «إذا طلعت النعايم ابيضت البهايم من الصقيع الدايم وطال الليل للقايم وقصر النهار للصايم».