كان المرحوم - بإذن الله - الوالد الكبير محمد الداود المرزوق رحمه الله هو أستاذي الأول الذي وضع الأسس الأولى عندي منذ الصغر في معرفة الأمور الفلكية والأجواء المناخية في الكويت ومنطقتنا الخليجية، فكان يخبرني قائلا: اليوم او بكره تدخل المربعانية أو اليوم الفلاني تدخل المربعانية، فيقول اخذ حذرك من البرد.
وكان يعلمني حركة الشمس ويقول لي: لاحظ حركة الشمس في الشتاء فإنها تكون في الصبح عند (المندة الثانية) في ليوان الديوانية (والمندة هي عمود خشبي يوضع في ليوان الحوش الكويتي أو الخليجي) ويقول لي هذا الكلام وهو طالع الى المكتب والشمس في أشعتها تكون داخلة في الليوان وأتذكره وهو يقول لي هذا الكلام وكأنني أراه الآن، ثم يقول: لاحظ ظلال المندة الصبح يدليك الشمال ولاحظ الفرق بين دخول أشعة الشمس في الليوان في فصلي الصيف والشتاء.
كما علمني بعض الأمور الفلكية البسيطة منها الانواء والتي استخدمت بسبب قصر السنة الهجرية أو السنة القمرية عن السنة الميلادية أو السنة الشمسية مدة 11 يوما، حيث خلق فارقا بين زمني هذه المدة، ولذلك تم استخدام النجوم التي يسير بجانبها القمر وسميت هذه النجوم بالأنواء، حيث قال إن النوء أو النجم في السماء يظهر مدة 13 يوما ثم يختفي ويظهر نوء ثان أيضا وبنفس المدة وهي 13 يوما ثم يختفي، وهكذا نجم وبعده آخر لمدة سنة كاملة وهذه الانواء أو النجوم عددها 28 نجما تظهر في خلال السنة، وكل فصل من السنة فيه 7 نجوم أو سبعة أنواء تكون في الشتاء ومثلها تكون في الصيف وسبعة في فصل الربيع ومثلها في فصل الخريف.
وقال: حتى تتأكد من صحة حسابك الفلكي استخدم هذا المثل الفلكي المشهور الذي يقول (رابعة رجب غرة رمضان فيه تنحرون) أي أن يوم الرابع من شهر رجب حسب التقويم الهجري إن كان يوم السبت فإن بداية شهر رمضان تكون يوم السبت وعيد الأضحى يكون يوم السبت.
وهناك مثل آخر لنفس هذه المعلومة تقول (يوم صومكم هو يوم نحركم) يعني يوم بداية شهر رمضان هو يوم العيد الأضحى.
كما أن هناك مثلا آخر يستخدم ذكره الوالد الكبير محمد الداود رحمة الله عليه عن الحج (من بشرني بحجة الاثنين بشرته بحجة الجمعة) أي انه إذا كان الحج في هذه السنة في يوم الاثنين فإن الحج في السنة القادمة سيكون يوم الجمعة.
ويقول: إذا دخلت السنة الهجرية الجديدة في يوم السبت أي ان شهر محرم بدأ في يوم السبت فإن شهر شوال يدخل في يوم السبت أيضا، وبالتالي فإن يوم الأحد سيكون دخول شهر جمادى الثانية وكذلك شهر ذي القعدة تكون بدايته في يوم الاحد.
ويكون بداية شهر صفر في يوم الاثنين كما يدخل شهر رجب في يوم الاثنين أيضا.
ويوم الثلاثاء يدخل شهر ربيع الأول وكذلك يدخل في هذا اليوم شهر ذي الحجة ويوم الأربعاء يدخل شهر شعبان ويوم الخميس فإن شهر ربيع الثاني يدخل في هذا اليوم كما يدخل في هذا اليوم شهر رمضان المبارك.
أما فيما يتعلق بحركة الهلال، فيقول رحمه الله مع نهاية أو بداية الشهر الهجري (القمري) يكون وقت غروب الهلال متقاربا جدا مع وقت غروب الشمس قد يسبقها أو يتأخر عنها بدقائق قليلة معدودة، ففي أول يوم من الشهر الهجري (القمري) في وقت الظهيرة فإن حالة المد في البحر يكون المد أعلى وهو ما يعرف محليا في (ماية الهلال) بسبب جاذبـية الشمس والقمر.
ولكن في منتصف الشهر الهجري (القمري) فإن الشـمس تغرب والقـمر يشـرق فـي هـذا الـيوم.
أما عن حالة كسوف الشمس وخسوف القمر فيقول المرحوم الوالد الكبير محمد الداود المرزوق فإن حالة الكسوف تحدث بصورة عامة بين مرتين الى ثلاث مرات في السنة ويكون حدوث هذه الظاهرة في أواخر الشهر الهجري (القمري) حيث لا يمكن أن تحدث ظاهرة الكسوف في منتصف الشهر الهجري (القمري) لا بد ان تحدث في نهاية الشهر الهجري (القمري) ومن هذه الظاهرة كثيرا ما يستدل على بداية الشهر الهجري الجديد من هذه الظاهرة حيث اليوم التالي هو بداية الشهر الهجري (القمري) الجديد.
أما عن حالة خسوف القمر فإنها تحدث في منتصف الشهر الهجري (القمري) فلم يحدث على مر العصور والأزمنة عبر التاريخ ان حدثت ظاهرة الخسوف بصورتها المعروفة مع بداية الشهر الهجري (القمري) فكل ظاهرات خسوف القمر كلها تحدث في منتصف الشهر الهجري (القمري).