ما بين قرع الأجراس ورائحة البخور في الطرقات وتناغم الألوان في ساري نساء الهند وقدسية نهر الغانغ «الغانغا» والزهور التي ترمز للطبيعة والأرض والبناء الدقيق لمعابد «شيفا» خالق الكون والمدمر بالوقت ذاته بالديانة الهندوسية والمعلم الأول لفنون اليوغا، والتي تعني بالهندية «الالتقاء»، التقاء الروح الإنسانية مع روح العالم. تختبئ أسطورة يجتمع فيها العشاق «شيفا» وزوجته «بارفاتي» لتبدأ رحلة الفلسفة والعلوم الهندوسية وفنون الاسترخاء الجسدي والروحي.
تقول الأسطورة إن الإله «شيفا» الذي تسبب بحزن كبير في قلب زوجته ذات الأربع أذرع الإله «بارفاتي» ابنة جبال الهامالايا وأم الإله الفيل «غانيش»، بسبب مكنونيته كإله مدمر للأكوان، فيقرر إنهاء هذا العذاب والحزن بخلقه اليوغا وتعليم حبيبته «بارفاتي» هذا النوع من العلوم وأسراره. فيذهب بها بمقربة من نهر «الغانغا» بعيدين عن كل الخلائق، ويبدأ بتعليمها كل جلسات اليوغا بكل سرية بشكل يومي، دون أن ينتبه أن هناك سمكة موجودة بالنهر تتنصت وتتعلم مع «بارفاتي» هذا السر.
يكتشف «شيفا» أمر السمكة الفضولية بالنهر ويقرر طردها من نهر «الغانغا» المقدس، ويحولها إلى رجل «ماتسجيندرا» أي سيد الأسماك، ويأمر «ماتسجيندرا» بتعليم أسرار اليوغا إلى رهبان المعابد، حيث كانت هذه العلوم مقتصرة فقط على رجال الدين والرهبان.
قيل إن «شيفا» قام بتعليم «بارفاتي» و«ماتسجيندرا» أكثر من 8 ملايين و400 ألف وضعية للاسترخاء، ٨٦ أساسية منها، بالرغم من أن ركيزتها الأساسية على 4 وضعيات فقط!
بعيدا عن هذه الأسطورة تشير الدراسات إلى أن عمر أصول وأسرار اليوغا تبدأ تحديدا منذ 3 ملايين سنة قبل الميلاد! حيث إن علماء الآثار عثروا على العديد من الأثريات في منطقة «هارابا» و«موهينقو دارو» عن أصول تعاليم اليوغا.
وفي سنة ٥٠٠ قبل الميلاد تم ذكر أسرار اليوغا فنون الوضعيات والتي أصبحت بمتناول الكثيرين في شعر وملحمة «الرامايانا» و«المهاباراتا» الهندية والتي تعد ركيزة الأدب والشعر الملحمي الهندي.
نستطيع القول في هذا المقال إن اليوغا لم تخلق إلا بسبب الحب.
دمتم بحب أسطوري.
Dr_Afrah_Ma
Spanish_eyes