أحمد العنزي
ماذا نعني إذا قلنا إن الكرة في ملعب الحكومة خاصة بعد أن تشكلت الحكومة الجديدة ورحب بها من رحب، وانتقدها من لم ترق له؟ نعني ببساطة أن الشعب قال كلمته واختار نوابه، واختيار الشعب لنوابه يعني أيضا وببساطة ذهاب هؤلاء النواب كفريق واحد إلى قاعة عبدالله السالم لمناقشة الحكومة الجديدة حول القضايا العالقة والسعي على حلها بجدية. فالكرة بملعب الحكومة تعني أن تكون هذه الحكومة جاهزة لمناقشة قضايانا العالقة. هذه العملية ظاهرها بسيط وباطنها معقد للغاية إلى درجة أنها تصبح إحدى القضايا العالقة.
ومع ذلك فالكرة في ملعب الحكومة تعني أنه يجب أن تقطع الحكومة هذا الطريق، وتقدم برامج واضحة محددة زمنيا لا أوراقا عليها حبر أو مليئة بالحديث الإنشائي. نعم الحكومة قادرة على كل هذا فبيدها الأموال والطاقات البشرية والإدارة والكوادر، والأهم من ذلك كله هو أن بيدها الإرادة والقرار والتنفيذ.
والكرة بملعب الحكومة تعني أن هذا المجلس تحديدا جاء تحت ضغط خطاب «لا للتأزيم» وهذا ما جعل النواب الجدد يبادرون بحسن النوايا ومد يد التعاون للحكومة المقبلة، وهذا الطرح سيضع بالتأكيد الحكومة في مرمى النواب والمواطنين على السواء أي انه سيجعلها مضطرة للعمل على تطوير المشاريع والتنمية وتقديم الأرقام والإحصائيات حول عملها.
والأهم من ذلك كله، أن الكرة بملعب الحكومة تعني فيما تعنيه أن المواطن مازال يعيش منذ ما يقارب 25 عاما تحت وطأة تردي الخدمات الصحية وتدهور التعليم وبطء النمو السكاني وتفاقم احتياجات المعاق والعجز عن معالجة أمراض انتشرت بشكل مخيف كالسرطان والتهابات الكبد والـ «إم إس» ومشاكل البيئة والتفكك الأسري والازدحام المروري وحوادث الطرق، والقائمة طويلة، وفي مقابل ذلك كله، هناك قوى سياسية سواء من لها ممثلون في البرلمان أو ممن خسرت ممثليها، ستكون بالمرصاد للأداء الحكومي والنيابي على السواء، ولن تترك شاردة ولا واردة إلا وستسعى لاستثمارها لتعبئة الجمهور والدفع بالتالي إلى تغيير نواب قد يكونون أكثر تشددا في استخدام حقوقهم الدستورية.
فالدستور الكويتي كفل للمواطن حرية التعبير وإبداء الرأي، وطبيعي أن يستخدم المواطن هذا الحق في نقد نواب الأمة إن استمرت أو تفاقمت معاناته، وهذا النقد لن يولد إلا حالة احتقان سياسي لدى المواطن من أداء ممثليه في البرلمان مما سيدفع بالتالي إلى استبعادهم من الحياة البرلمانية. لكن ومع ذلك يتوقف هذا كله إذا استوعبت الحكومة جيدا أن الكرة مازالت في ملعبها.