أحمد الحشاش
لست متفائلا بما يحدث خلف الكواليس المظلمة وما نسمعه من قضايا تخص التزوير والتلاعب بالاوراق الرسمية لكثير من الجهات والهيئات الحكومية، حتى ان ادارة جرائم المال اصبحت تكتظ بقضايا متنوعة وغريبة بعضها يخص الشهادات واوراقا رسمية لجهات حكومية وعملات نقدية وبعضها الآخر تزوير للعملة الكويتية «فئة عشرين دينارا» بالاضافة الى اختام وطوابع ولعل آخر ما سمعنا به دخول شبكة الى البلاد قامت بتصنيع الطوابع الخاصة بوزارة المالية في دولة اوروبية و3بلدان عربية، وان هذه الشبكة بدأت في ضخ عدد من الطوابع الى داخل البلاد، وعلى الرغم من تصدي رجال جرائم المال لهذه الشبكة من خلال مصادرهم الخاصة وكشف جزء من هذه الطوابع ومعرفة مصدر الدول التي قامت بتصنيع هذه الطوابع الا انه لم يتم حتى الآن التوصل الى افراد الشبكة، ونحن لا نزايد على رجال جرائم المال فنحن نعلم باخلاصهم وشهادتنا بهم تكاد تكون مجروحة.
وليس هذا ما اريد قوله بل انني انظر الى ابعد من ذلك بكثير، فخلال السنوات الخمس الماضية، واجهنا الكثير من القضايا الغريبة والمفزعة حقا في مجال التزوير والتلاعب بالاوراق الامنية حتى اصبحت نواقيس الخطر تدق بشدة لتعلن عن مدى مهارة هؤلاء المزورين الذين استطاعوا بلا شك اتقان تزوير الكثير من اوراقنا وطوابعنا وعملاتنا وغيرها من المستندات الرسمية لدرجة انك تكاد تعجز عن التفريق بين الاصلي والمزور ولولا رحمة الله تعالى ولطفه بنا لما استطعنا التصدي لبعض من هذه الجرائم وحتى لا نضع شماعة من حديد ونبحث عن المخطئ او المقصر في عمله لنضعه عليها دعوني اختصر لكم واقول اننا نحتاج الى آلية جديدة تمنع اي محاولة للتزوير او التلاعب بأي من المستندات الرسمية او العملات النقدية حتى لو دخل كل مزوري العالم الى البلاد.
فلقد سمعت من خلال احد الاجتماعات عن وجود مجموعة من الشباب الكويتي استطاعوا من خلال دراسة دامت عشر سنوات التوصل الى منتجات ورقية تم صنعها من خلال معادلات كيميائية صعبة جدا، الامر الذي جعل من المستحيل تزوير اي مستند او حتى عملة نقدية او اختام، وقد اتصلت بهؤلاء العاملين الذين ابتكروا هذه النوعية الورقية المضادة للتزوير وطلبت منهم ان يشرحوا لي بعضا من منتجاتهم وعندما فعلوا ذلك، ذهلت حقا وسعدت كثيرا بعقلية هؤلاء الشباب الكويتيين الذين استطاعوا بجهودهم ان يصلوا الى جميع الثغرات ويسدوها في مجال التزوير ويقطعوا الطريق امام اي من هؤلاء المزورين.
نتمنى لهم حقا التوفيق في عملهم ونتمنى ايضا ان تحتضنهم الدولة وتعطي لهم الفرصة لرد الجميل لدولتنا الام الغالية ومنا الى حكومتنا والمسؤولين العاملين بها.