في سماحة الإسلام: في البدء كانت الكلمة وفي البدء قال تعالى (اقرأ) وقال (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
الانقلاب على الإسلام: كيف انقلبت الموازين، وكيف عبثت القراءات الشاذة، والسلوك الشاذ بكل دعوة للرحمة والمحبة والوسطية فعاثت في الأرض فسادا؟ كيف عصفت ثقافة السراديب الرطبة والكتب الحزبية الهزيلة والمصالح الفئوية والشخصية بكل هذه الحضارة التي انفتحت على الهند والسند وتعايشت فيها الثقافات والأديان والمذاهب على قاعدة (لكم دينكم ولي دين)؟!
رجال الدين بين الأمس واليوم: كان يوسف بن عيسى القناعي وملا عثمان وابن جراح والديحاني والفارس وملا مرشد وطابور طويل من المصلحين والأتقياء ينشرون الرحمة والمحبة ويدعون الناس بالتواضع والاحترام مبتسمين فرحين، فما بالنا اليوم ابتلينا ببعض المتحجرين العابسين الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يفهموا الدنيا، ونصبوا أنفسهم شيوخا ووعاظا يهرفون بما لا يعرفون ويفتون بما يجهلون؟! والدين من ذلك براء.
في تربية الأطفال: حدقوا في عيون أطفالكم، حاوروهم وتأكدوا من أنهم لن يكونوا ضحايا فكر التحجر وتحريم ما أحل الله وتكفير الناس، والاعتقاد جهلا ان مهمة المسلم هي محاربة الآخرين.
أطفالكم أمانة في أعناقكم فأرضعوهم ثقافة التسامح والدعوة بالحسنى ونبذ الإرهاب واحترام الآخرين مهما كانت ألوانهم وثقافتهم وأديانهم، علموهم أن الإنسان أخو الإنسان وان سفك دماء الأبرياء هو عنوان من عناوين الزندقة.
مأساة وطني: هذا وطن يطعنه من يكسرون القانون ومن يسكتون عنهم، تقام فيه حفلة من كسر القانون وإهدار كرامة النظام وكل يتهم الآخر بطرح بعض أبناء جلدته طرحا تفوح منه رائحة كريهة من العنصرية والتعصب وعصبية الجاهلية الأولى مرة باسم الدين وأخرى باسم التقاليد وثالثة باسم اللامبالاة.
هذا وطن يحاصره تلوث البحر والبر والسماء وفي كل يوم نكتشف مأساة جديدة عنوانها الاستهتار والإهمال.
تناقضات أبنائه: الكويتي ـ ومعه الحق ـ يرفع صوته عاليا ضد سراق المال العام ولكنه على استعداد لتدبير عذر طبي يعفيه من الذهاب إلى عمله رغم أنه غير مريض، وكثير من الكويتيين ينتقدون الفوضى التي تضرب أطنابها في المؤسسات، ولكنهم يمارسون فوضى حقيقية في تعاملهم مع الآخرين وفي قيادة سياراتهم، ومن الكويتيين من ينتقد البلدية ولا يتردد في إلقاء الأوساخ في الشوارع وفي الصحراء وفي البحر.
[email protected]