أثار النائب مبارك الوعلان في الأسبوع الماضي قضية جوهرية، من دون أن يشعر وهي إصلاح التعليم، فقد قال النائب إن وزارة التربية والتعليم حذفت من منهج التربية الإسلامية للصف السابع حديثا صحيحا يعنى بشأن الصحابة، وبعد المداولة تبين أن الحديث موجود بالكتاب ولكن قد تم نقله من درس لآخر، وأشار النائب إلى نقطة مهمة وهي «أن هناك اتفاقا مسبقا بين النواب ـ الإسلاميين طبعا ـ ووزيرة التربية السابقة د.موضي الحمود وبحضور رئيس الحكومة على عدم المساس بالمناهج والعبث بها» بحسب ما نشر في الزميلة «الوطن». وما نعانيه اليوم في المجتمع الكويتي من غياب الحس الوطني وازدياد النزعات الطائفية والقبلية والعنصرية والفوضى والتطرف الفكري وانعدام القيم الحميدة كالإخلاص في العمل والإنتاج وعدم احترام القانون كفيل بأن يوجه خبراء التعليم ـ إذا كان لدينا ـ إلى ضرورة إصلاح جوهري لفلسفة التعليم والأهداف التربوية التي تستند إليها الوزارة وذلك لخلق مواطن صالح وإنسان مثقف واع مبدع منتج يعي واجباته وحقوقه. وهذا الإصلاح لا يتم عن طريق إطالة اليوم الدراسي وإدخال الوجبات الغذائية والفلاش ميموري واللاب توب والداتا شو إلى المدارس بالرغم من أهميتها!
الإصلاح لابد أن يبدأ بالمناهج الدراسية العقيمة التي تعزز تلك السلوكيات وتقتل روح الإبداع والتفكير عند الطالب فليبدأ هذا الإصلاح أولا في مادتي:
التربية الإسلامية: إن التعاليم الدينية الأولية التي يتلقاها الطالب من البيت والمسجد والمدرسة هي المكون الأساسي لثقافته والحاكمة على نظرته لمختلف القضايا، فلابد للمدرسة أن تقوم بمراجعتها وإعادة صياغتها ومزجها بروح الحداثة والعقلانية لكي تتماشى مع قيم العصر الحديث كالتعايش السلمي مع المخالف دينيا ومذهبيا وفكريا وحق المواطنة للجميع والتسامح واحترام الرأي الآخر فنحن هنا بحاجة إلى مائة مارتن لوثر إسلامي.
الدراسات الاجتماعية (التاريخ): إن كتاب التاريخ المدرسي لا يقدم للمتعلم تجارب بشرية يمكن الاستفادة منها والتعلم من أخطائها، بل يقدم سردا لأحداث غير قابلة النقاش فيها، وتاريخا ناصعا للمسلمين على امتداد 1400 سنة هجرية وكل ما جرى فيه من فتن وقلاقل هي من عامل خارجي صليبي ويهودي.
أعتقد أن حكومتنا الرشيدة غير جادة في إصلاح التعليم لعدم قدرتها على مجابهة النواب وليس من الحكمة أن تترك وزيرها يلاقي مصير الراحل د.أحمد الربعي (ت2008)، فبقاء التعاليم على طمام المرحوم كارثة تدمر الإنسان وتخرب الأوطان والله المستعان.
[email protected]