قرأت عبر «تويتر» تعليقا ساخرا يقول: «يبدو أن هناك مؤتمرا لجراحة التجميل سيعقد قريبا في الكويت، نتمنى من منظمي هذا المؤتمر تخصيص جلسة خاصة لمناقشة تجميل وجه وزارة الصحة».
في الحقيقة التعليق الساخر كان صحيحا تماما إلى درجة أنه لفت الانتباه، ولو تخيلنا وزارة الصحة بشكل إنسان له رأس وجسد فسترى أن هذا الرأس وهذا الجسد قد شوها تماما حتى أصبحا بحاجة ضرورية إلى عمل عمليات متعددة للتجميل حتى يعود هذا الرأس والجسد إلى الشكل المقبول على الأقل.
وعملية التجميل هذه لا تتوقف بالطبع على وزارة الصحة فقط بل تطول أغلب وزارات الدولة الأخرى، لأن التشويه أصاب جميع مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية كالتعليم والصحة والفن والرياضة حتى وصل بنا الحال إلى لوحة في غاية البشاعة ومخلوق مسخ لا تعرف له رأسا من قدم.
التشوه لم يترك في جسد هذا البلد جزءا إلا ولعب فيه وغرس بشاعته ودمامته، والتشوه المقصود هو هذا الكم من الفساد والعبث الذي بدأ يتأصل فينا حتى كاد يصبح تراثا وعادة عند جماعة الفساد يمارسونها بكل أريحية ليقينهم واطمئنانهم بأنه ليس هناك من يحاسب أو يعاقب، ولما أمنوا العقوبة لم يسيئوا الأدب فقط بل داسوا على رؤوس العباد دون أن يرف لهم جفن.
القصد: نحن بالفعل بحاجة الآن إلى جراح قوي وأمين يداه ثابتتان ومشرطه جريء ليبدأ بتجميل هذا الوطن وإزالة كل هذه التشوهات البشعة لجسد بات يئن من تسمم غذائي واحتقان في حلق الحقيقة ووجع من سكين غرست في خاصرته حتى أصبح عاجزا عن الكلام والحركة وضعف السمع.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com