بالأمس وأنا في أحد الطرق قرأت على اللوحة الإرشادية الخاصة بالإدارة العامة للمرور عبارة تقول: إن عدد وفيات حوادث الطرق من بداية هذا العام تجاوز الـ 140 حالة وفاة وتنتهي العبارة بسؤال.
هل تريد أن تكون الرقم التالي؟
في الحقيقة في بداية الأمر، قلت لنفسي قد أكون أخطأت في قراءة الرقم، ولكنني تأكدت منه بعد قراءة لوحة أخرى بأن الرقم بالفعل صحيح وهو بكل أسف في تزايد.
تخيلوا..
أكثر من 140 حالة وفاة في أقل من أربعة أشهر! والسؤال هنا ما الأسباب وراء تزايد تلك الحوادث؟ اتصلت على أحد الأصدقاء العاملين في الإدارة العامة للمرور مرسلا له ذات السؤال ومستفسرا عن صحة الإحصائية، فقال: نعم الإحصائية صحيحة، وأغلب الحوادث التي حصلت مؤخرا هي بسبب الهواتف الذكية، وبالدرجة الأولى بسبب كتابة الرسائل أثناء قيادة السيارة.
الصديق أبو فارس يقول: في الخميس الماضي شاهدت سيارة أمامي على طريق الشيخ زايد تمشي في الحارة اليسار وهي تترنح يمينا ويسارا وبسرعة 110 كم، اعتقدت في البداية أن هناك مشكلة لا سمح الله، فتعمدت تجاوز السيارة لأكتشف أن قائد السيارة هو في الحقيقة فتاة تجاوزت تقريبا العقد الثاني من العمر بقليل ممسكة بهاتفها وهي تكتب على ما يبدو رسالة.
أطلقت المنبه حتى تنتبه للطريق وفوجئت بملامح الغضب تثور من وجهها وهي تلوح بيدها بما معناه «مو شغلك» قلت في نفسي هو شغلي وشغل كل مستخدم للطريق طالما أنت وأمثالك تعرضون حياتنا للخطر بسبب رسائل تافهة.
القصد: سالفة الكتابة في الهاتف أثناء القيادة صارت ظاهرة خطيرة جدا وبدأت تهدد حياة مستخدمي الطرق كافة، البعض يكابر في عناده ويصر على الاستمرار في هذه العادة الخطيرة رغم التوجيهات الدائمة من الإدارة العامة للمرور بضرورة التوقف عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، ورغم ذلك البعض مستمر في تعريض حياة الأبرياء للخطر!
نتمنى على كل قائدي المركبات وضع الهاتف أثناء القيادة في وضع الصامت، إلى أن يصل إلى وجهته، حتى لا تتحول رسائل الحب إلى رسائل موتـ لا قدر الله.
ونتمنى على الإدارة العامة للمرور التشدد في تطبيق القانون فيما يخص هذا الجانب لأن السالفة صارت بايخة.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com