تلقيت دعوة كريمة من أخ كريم بزيارة ديوانهم العامر، وكان عامرا بالفعل بالحضور الذي كان يزيد على أربعين رجلا من أهل الكويت من جميع شرائحها وفئاتها الاجتماعية، وكان تواجدهم يمثل بحق الوحدة الوطنية المنشودة، ليس هذا فقط إنما كان الحضور يمثلون أنشطة مختلفة، فهناك رجال الأعمال والمستشارون والأكاديميون، والنواب السابقون وبعض النشطاء السياسيين، وعدد من العاملين في مجالات العمل المختلفة.
وفي ظل كرم أهل الديوان وترحابهم بالحضور وبشاشتهم، تركز الحديث وتوزع النقاش على هواجس الوطن، وعلى مخاوف المواطنين على مستقبل هذا الوطن الغالي وقد تمحور الحديث بطبيعة الحالحول موضوع الساعة ـ على ما ستقضي به المحكمة الدستورية ـ والنتائج المترتبة على ذلك، ومن أهمها ما هو شكل الدوائر الانتخابية وعددها وعدد الأصوات لكل ناخب، وكان نقاشا صريحا، شفافا، معمقا دون أن يخرج عن إطار المصلحة الوطنية العليا للوطن، وفي إطار البحث عما يخلص الوطن ويجنبه الشقاق والتشرذم الاجتماعي، ومما يثلج الصدر ويؤكد أن الكويت مازالت بخير إجماع الحضور على أنه مهما كان شكل أو عدد الدوائر يجب أن يتوافر في القانون الذي يحددها ما يلي: الأول هو عدالة التوزيع، والثاني إتاحة الفرصة أمام جميع شرائح المجتمع من طوائف وقبائل وعائلات للتنافس الحر الشريف للدخول إلى مجلس الأمة والثالث علاج كل المثالب الحالية من تعميق الانقسام في المجتمع إلى شراء الأصوات أو نقلها.
وخلاصة القول ان ما شاهدته وما استمعت إليه كان يمثل بحق حوارا وطنيا مصغرا إنما كان غاية في الصراحة والشفافية، لم أسمع فيه غمزا أو لمزا، أو هجوما على أحد أو على جماعة أو على تكتل. كان همّ الجميع المصلحة الوطنية العليا وليس غير ذلك، ومن هنا جاء عنوان المقال أن الكويت مازالت بخير، وما يجري على ساحتها ما هو إلا تسابق وحرص من الجميع على أن يكون مستقبل الكويت أفضل من حاضرها وإن اختلفت الدروب والمسالك.