بقلم الفريق أول أحمد الرجيب
سيكون يوم 16/6 يوما موعودا ومشهودا في تاريخ الكويت، موعود لأن الكويت عن بكرة أبيها تنتظره بفارغ صبر، ومشهود لأنه سيغير الخريطة السياسية في الكويت إما إيجابا أو سلبا، وبكل المقاييس سيكون يوم 16/6 يوما تاريخيا سيتحدث الناس عنه طويلا وسيؤرخون فيه ما يمر بهم من أحداث بالقول (قبل 16/6 أو بعد 16/6)..
فإن حكمت المحكمة بدستورية الصوت الواحد، فستهدأ نفوس وستترسخ مبادئ سياسية ليست كسابقتها، ستتفكك وتنتهي تحالفات سياسية واجتماعية، وستتكون تحالفات سياسية واجتماعية جديدة.. استعدادا وانطلاقا للمعطيات التي سيؤكدها الحكم.
وإن جاء الحكم بعدم دستورية الصوت الواحد، ستتعالى الأصوات، وستسمع أصوات النفير في كل أنحاء الكويت، وستشتد الاصطفافات، وستظهر التحالفات بكل أنواعها وأهدافها، استعدادا للانتخابات المفصلية القادمة.
نعم هناك انتظار وترقب من الجميع وهناك مراقبة من كثيرين من داخل الكويت وخارجها حول ما سيأتي به هذا اليوم، منهم من يخشى على الكويت حاضرها ومستقبلها، ومنهم من يخشى على مصالحه ومنافعه، هناك من يعيش على الأمل أن يرى الكويت وقد مضت على طريق الإصلاح الحقيقي، والتنمية الشاملة الهادفة لرفاه المواطن وازدهار الوطن، وهناك من يعيش الأمل ليكمل تحقيق مصالحه التي تعرقل الوصول إليها، هناك من يأمل أن تستقر الكويت وتنهض، وهناك من يأمل أن تستمر الحالة الضبابية التي تعيشها البلاد منذ مدة بما فيها من تعقيدات سياسية واجتماعية.
سيأتي يوم 16/6 اليوم المشهود والمنتظر، وما هو بالغيب سيكون معلوما في نهاية هذا اليوم، ولكن الأمل كل الأمل، ألا يكون هناك في هذا اليوم منتصر أو مهزوم، أو شامت أو متشفٍ، وألا تعلو في سماء الوطن في ذلك اليوم وكل يوم ألوان غير ألوان علم الكويت (لا أزرق ولا برتقالي)، فحكم المحكمة سيكون انتصارا وانحيازا للقانون، الذي ينادي باحترامه ويؤكد على الالتزام به مرارا وتكرارا ربان السفينة صاحب السمو الأمير حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية، لأنه يعلم علم اليقين أن سيادة القانون واحترامه والتمسك به طوق النجاة الذي سيوصل الوطن إلى بر الأمان.
إن معارضة القانون والاحتجاج على أحكامه لن يوصلا الوطن إلا إلى البوار والخسران لا سمح الله.
فمن أجل الكويت، الوطن الذي يسكن الوجدان، ويضحى بالأرواح من أجل سلامته وأمنه واستقراره، نأمل ألا يكون هناك صوت بعد يوم 16/6 يعلو على صوت القانون، صوت الحق والمنطق وصوت العقل.
من أجل الكويت، من أجل مستقبل أولادنا وأحفادنا، أتمنى ومعي كثيرون، ألا يكون ما يأتي به يوم 16/6 خيبة أمل لأي طرف من الأطراف، أو لأي جهة من الجهات مهما ترى في نفسها من أهمية، لأن الكويت فوق الجميع، ومن الواجب أن يكون أمنها واستقرارها ومصلحتها نصب أعين الجميع فعلا لا قولا.