بالأمس القريب فقدت الكويت ابنا بارا من خيرة أبنائها، فقدت الكويت وفقدنا جميعا الأخ الصديق الصدوق عجيل العجران، طيب الله ثراه، ذلك الفارس النبيل الذي كان يوما نجما ساطعا من نجوم وزارة الداخلية، التي شهدت انجازاته على مدى ثلاثين عاما، كان، رحمه الله، في حياته شعلة من النشاط، طموحه لا حد له، اخلاصه وجهده وجده في عمله مثلا يحتذى، كفاءته المالية والإدارية قل نظيرها، وأشهد ويشهد معي كل منصف انه، رحمه الله، كان له دور بارز ومساهمة فاعلة في تطور اجهزة وزارة الداخلية على مدى سنوات وسنوات وذلك من خلال عطائه اللامحدود، ومن خلال حسن علاقاته مع جميع اجهزة الدولة المعنية، تلك العلاقات التي وطد أركانها بحسن تعامله الراقي مع الجميع.
وعلى المستوى الشخصي تجده، رحمه الله، إنسانا اجتماعيا من الطراز الاول، اصدقاؤه ومحبوه لا عد لهم ولا حصر، أحبوا فيه تواضعه ومرحه وشهامته وتواصله معهم في الأفراح والأتراح، وكان، رحمه الله، عونا للكثيرين، لم يتردد يوما في تلبيه حاجة انسان لجأ اليه، سواء كان ذلك من داخل الوزارة او من خارجها، ترك في زملائه وممن عملوا معه أطيب الأثر، حيث كان داعما ومشجعا، ناصحا وموجها.
أما على المستوى الشخصي بالنسبة لي فيشهد الله سبحانه وتعالى أنه لم يكن صديقا صدوقا فقط، بل كان اخا عزيزا اعتز أيما اعتزاز بأخوته، لذا برحيله عن هذه الدنيا فقدت أخا وصديقا مخلصا لا يعوض.
تشرفت بمزاملته في العمل لما يزيد على ثلاثين عاما لم أر فيه الا رجلا شهما مخلصا في عمله وفي صداقته، طيب المعدن، نقي السريرة، ولن انسى له مواقفه وتعاونه الفعال معي إبان عملي في وزارة الداخلية، كما لا يمكن ان انسى انه وبرغم معاناته في مرضه لم ينقطع عن السؤال او التواصل معي، وكان، رحمه الله، يحرص أشد الحرص على ان يشرفني بزيارته بين حين وآخر، كعادته مع جميع اصدقائه.
رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة وأسكنك الرحمن بواسع جناته وألهمنا وذويك ومحبيك الصبر على فراقك الذي أبكاني وأبكى كل من عرفك وعرف خصالك عن قرب، وعزاؤنا ان ذكراك الطيبة ستظل في الوجدان.
وختاما، ألتمس منك، أخي العزيز ومن ذويك الكرام، العذر إن قصر الحرف في حقك.
وإنا لله وإنا إليه راجعون