كثيرون هم الذين عرفوا ذلك العملاق الحر الأغر خالد يوسف المرزوق رحمه الله، وكثيرون بلا شك تأثروا به وتعلموا منه، وأحمد الله أنني كنت أحدهم بلا فخر.
أفتخر بأنني خريج جامعة العم خالد يوسف المرزوق في هذه الدنيا.
وأفتخر بأنني كنت قريبا منه باستمرار، وأفتخر بأنه عاملني منذ ان عرفته كأحد ابنائه، ولم أشعر يوما بأني غريب في بيت والدي خالد يوسف المرزوق.
قال لي يوما «يا ولدي رأي المحامين شيء ورأيك انت عندي غير، لأنك ولدي وحريص علي كوالد».
وأقسم بآيات الله التامات بأني ما تعاملت مع ورقة او قضية او شركة او سر من اسرار العم خالد يوسف المرزوق إلا وتلك الكلمة ترن في رأسي.
والله يا عم خالد، اني لافتقد فيك احساس الوالد، فمنذ ان فقدت والدي، رحمه الله، عام 89 وانت عندي والدي في هذه الدنيا.
والله يا عم خالد.. اني لاكتب والدموع تملؤ عيني وقلبي يعتصر ألما، ولكني فخور لاني عشت الى جوار هرم مثلك وتعلمت منه الكثير، فلولاك بعد الله ورضا والدتي واخي فواز خالد المرزوق لما كنت على ما انا عليه الآن.
يا عم خالد ان الحب الذي زرعته في قلوبنا لك ولذكراك وأيامك الجميلة سنحوله الى عمل لطالما عشقته والى جهد واصرار الى جوار الربان الجديد «فواز» من اجل احلامك التي لا تنقطع وآمالك التي لا تتوقف لكويت الحب والعطاء.
يا عم خالد ان الاخلاص الذي عشنا عليه من أجلك سنحوله لربان سفينتك الجديد اخوي «فواز» ونعاهدك بأننا سنبقى اوفياء لصلابتك وقوتك وعنفوانك وعزتك وشموخك وروعتك الى الأبد.
يا عم خالد.. سأظل دائما مشتاقا لاتصالك الذي لم ينقطع بنا، ولسؤالك لي «يا ولدي شلون الديرة؟».
يا عم خالد.. الديرة بخير، وعيالك بخير، وسنبقى كذلك بعون الله لانك عملت من أجلنا جميعا واجتهدت لتغادرنا ونحن في أفضل حال ولله الحمد.
يا عم خالد.. أحبك في السر والعلن، وأحبك حاضرا وغائبا، وسأبقى أحبك حتى أموت.
يا عم خالد.. لست أنا من يبكيك بل انها الكويت التي احببتها وعشقتها وعملت من أجلها.
تبكيك الشوارع، والمجمعات والطرقات وكل مخلص لهذا البلد.
تبكيك «الأنباء» واللؤلؤة واللآلئ ونوف والعقارات والاحلام التي تحققت.
تبكيك حروفي التي أكتبها لأجل ذكراك وحبري الذي نقشته لأجل جميلك الذي في الاعناق.
تبكيك المحبة والآهات على أمل اللقاء بك في جنان الخلد بإذن الله.
يا عم خالد.. ان لك في الاعناق بيعة وعهدا وميثاقا واني بإذن الله باق على العهد، سأعيش عليه لأموت عليه بإذن الرحمن.
يا والدي.. فدتك الحروف.. فما لي من حيلة ولا لي من سبيل.. وعزائي أني سألقاك دوما في عيون فواز ونواف ويوسف ومرزوق والاخوات، أدامهم الله جميعا.
والحمد لله رب العالمين..
ابنك / أحمد الشحومي