لا تجعل الحزن يطفئ شعلة الحياة التي بداخلك، ولا تسمح للظروف بأن تدفعك إلى زاوية ضيقة تسجن بها نفسك فتفقد بهجة الحياة وبريقها.
إن العالم قاس بما يكفي ليطفئ شغف الحياة بداخلنا فإنني أعترف بأن الحياة هزمتني في مواضع كثيرة، ونالت مني حتى بلغ اليأس في قلبي مبلغا عظيما، وقد دفعتني إلى زاوية ضيقة سجنت فيها نفسي وكنت أطل برأسي إلى الخارج بين حين، وآخر أسترق النظر لكي أجد ما يدفعني للخروج إلا أنني في كل مرة كنت أعود سريعا، وقد تملكني الخوف والقلق.
قد أبدو للجميع قويا وربما جامد المشاعر لا أبالي بشيء ولكني أواري خلف ذلك كله نفسا مهشمة رقيقة يؤلمها بشدة كل شيء حتى وخز إبرة صغيرة.
دائما ما كان صوتي الخارجي مسموعا وكلماتي مفهومة بوضوح ولكن في داخلي كنت أتساءل على الدوام لماذا يخطئ الناس في فهم حديثي معهم؟ فالكلام في صدري إما أن يصير عقدا تخنق أنفاسي فلا أجد للحديث سبيلا وتداهمني العبرات فتغرقني، وإما أن تحل عقدة لساني وأصير أتحدث في كل شيء بلا توقف وبلا ترتيب ولكن في نهاية المطاف أجد أنني لم أبح بما في داخلي وحتى حديثي لم يكن يشبه ما كنت أود قوله.
نحن نعلم جميع السبل إلى الحزن ونعرف جيدا كيف نحزن لكننا لم نتعلم يوما كيف نجعل من أنفسنا سعداء.
قديما نصحونا بأن ننظر إلى نصف الكوب المملوء دون نصفه الفارغ، وأنا أقول لا بأس أن ندرك أن هناك نصفا فارغا في الكوب ولكن هل فكرت في أن تكون ممتنا لوجود النصف الآخر المملوء؟
قد نحاول أن نتغنى أحيانا بالأمل والتفاؤل والحب لعلنا نلتمس النور في ظلام داخلنا وقد نفشل حينا آخر ولكن لا بأس بهذا.
لقد أيقنت أن الحياة تسير على دفتين، تارة تحلق بنا في سماء البهجة والسعادة وتارة تهبط بنا إلى عمق الأسى والخذلان، لذلك تقبل كل هذا بصدر رحب ولا تجزع منه فإنها سنة الإنسان والكون.
إن دروس الحياة علمتني أن نظرتك لنفسك اهم شيء تحققه لأنها ستحدد قيمتك في عيون من حولك وسترسم لك شكل حياتك وقبل أن تركض هنا وهناك باحثا عن روح تحتضن انكسارك حاول أولا أن تحتضن ذاتك وتمنحها الحب والتقدير والقوة والثقة.
إن كل ما يحتفظ به العقل قابل للتحقيق وجميع الأفكار في نهاية المطاف ستتحول إلى حقيقة على أرض الواقع، فإذا ما ملأت رأسك بالأفكار السلبية التي تخشاها والخوف والقلق فكن على ثقة بأنه سيحدث ما تخشاه، لكنك إذا أحسنت الظن بربك وبذاتك وجعلت التفاؤل منهجا لك على الدوام فستتحسن أمورك كثيرا وستسكن الطمأنينة قلبك.