ذهبت ذات مساء إلى مكتبة من المكتبات المفضلة لدي باحثا عن جديد المطبوعات والتراث الفكري القيم النافع، فوقعت عيناي على كتاب أنصحكم بقراءته اسمه «الحركة أسلوب حياة» وهو من تأليف وليام بولين والذي آثار اهتمامي في الكتاب انه منذ اللحظة الأولى التي لمسته فيها تعلقت به فإنني منذ اللحظة التي خرجت فيها من العملية وأنا أستمع لنصائح عديدة من الأطباء والأصدقاء على السواء بضرورة عمل رياضة المشي، إلا أن هذا الكتاب قد كشف عن أن الحركة هي أسلوب علاجي قوي وممتع لمواجهة المرض الجسدي والروحي معا من خلال اكتشاف القوة الكامنة في الإنسان التي تساعده على نهوضه وصنعه لقراراته ومقاومته لكل ما هو سلبي وتغلبه على غضبه وقلقه، وباختصار شديد هذا الكتاب يبين لك أن الحركة هي دليل على انسجامك مع ذاتك وانسجام ذاتك مع الحياة.
الحركة كعلاج حيوي طريقة جديدة علاجية تعتمد على الممارسة المستمرة لأنه تحد جسدي وروحي مشاعري في آن واحد.
إن العلاج الحيوي بالحركة الـ DRT مفيد لأولئك الذين يشعرون أنهم عالقون أو متهالكون وأولئك الذين يعانون من انخفاض الحالة المزاجية والقلق والتوتر والاكتئاب لأن الحركة الموجودة في علاج الـ DRT تساعد أولئك الذين يشعرون بالعجز عندما يواجهون تحديا كبيرا في حياتهم لكي يمتلكوا من جديد شعورا بالتمكين والحافز والإنجاز.
من أسس هذه الطريقة التأمل الواعي الذي يهدف إلى الحد من الشعور بالإجهاد والضغط.
إن المفهوم الرئيسي للتأمل الواعي هو التركيز على الحاضر الحالي بدلا من التركيز على الماضي أو المستقبل وهذا يشمل جميع الأفكار والمشاعر والأحاسيس التي تواجهها في الوقت الحاضر.
إن وعيك بدون حكم على الأمور يعني أن تكون منفتحا تماما على ما يحدث في هذه اللحظة، ولكن دون تشكيل رأي، سواء كان رأيا مع أو رأيا ضد، ومع هذا فإذا برز رأي فاتركه يمر ولا تعتني به فإن الآراء ليست حقائق فهي تذهب وتأتي وتتغير من لحظة لأخرى، وبذلك ومع تكرار الأمر سيصبح التأمل الواعي أمرا سهلا فإنك ستكتشف محلا هادئا خال من الحكم في داخلك يمكنك الذهاب إليه في أوقات التوتر والإجهاد، وذلك لتلتقي فيه ببعض السلام الداخلي.