نتابع، وعن كثب، ما يحدث في ساحة الانتخابات التكميلية ونستاء جدا من الصراعات والفتن التي يحاول البعض من هنا وهناك افتعالها إما لضمان نجاحه أو لضمان سقوط المرشح الآخر.
ولاريب أن ذلك أمر في غاية السوء إذ ان أي خلل سيسيء إلى الكيان الاجتماعي الذي ينبغي ان يتصف بالتضامن والتكاتف والوحدة الوطنية الشاملة.
السؤال الذي يطرحه مثل هذا المشهد هو سؤال نابع من قلق حقيقي لمواطن بسيط حول الثقافة التي كان يفترض أن تسود المجتمع الكويتي بعد كل هذه السنوات من التجارب الديموقراطية، والتي علمتنا نحن المواطنين المعنى السامي للحرية في الاختيار وحرية التعبير الصادق عن إرادتنا الوطنية وحسن انتخاب من يصلح لأداء دور مؤسساتي حقيقي لتطوير البلاد وتوفير العيش الكريم والرخاء للشعب.
ولا شك في أن قلقنا مستحق، فعندما نشاهد مثل هذا التراشق فإننا نكون أمام محاولة عبثية البعض بتجربتنا الديموقراطية العريقة.
ينبغي أن تعبر الانتخابات عن رغبة حقيقية لدى المرشح في أن يحمي مصالح الشعب، وهذا لا يتحقق بأي حال من الأحوال باتهام الآخرين والتشكيك في ذممهم وولاءاتهم، لأن الغاية من الديموقراطية هي حماية التشكلات الاجتماعية وحماية المؤسسات الديموقراطية من أن تصبح أداة للمصالح والأهواء ومسرحا للصراع على القوة والقدرة.
لقد أنشأ آباؤنا وأجدادنا في الكويت بناء اجتماعيا وسياسيا يقوم على التسامح والمحبة والتعاضد، كما أنه بني على الوضوح والرأي الصريح والصدق، وهكذا يجب أن يستمر، أما غير ذلك فإنه ليس إلا تشتيتا للطاقات وتضييعا للوقت وعدم احترام لأفراد الشعب، حيث إن آمالهم وأحلامهم يجب ان توضع على أعلى سلم الأولويات وتنفيذها بما يليق بها.
ان الانتخابات هي حركة نحو التغيير لإقامة مجتمع أفضل، ومن المؤكد أن التراشق الذي نشهده بين الحين والآخر معول يهدم الثقة التي نحتاج إليها كأبناء مجتمع واحد، وفيه تخريب لتماسك أفراد الوطن الواحد.
وأدعو كل كويتي الى رفع صوته بثبات ضد التشرذم والتناحر الانتخابي، فلن نسمح بأن يتحول بلدنا الجميل الى طائفية أو فئوية أو صراعات.
دعونا نصنع الحياة زاهية متألقة بعدالة وصدق، فإن الصراعات لا تورث إلا الأحقاد والدمار.