الضمير ـ ظاهرة راسخة في القدم/ حاضرة على امتداد عصور وامبراطوريات/ تضمنتها عقائد مختلفة ومعتقدات متنوعة/ أثرت في السلوك البشرى منذ ألفي عام وأكثر.
الضمير ـ صندوق النصائح/ التحذيرات.
الضمير ـ نقطة التقاء بين الكمال الديني والكمال الأخلاقي/ الاجتماعي/ النفسي.
الضمير ـ غذاء الروح المتعطشة الى الخير.
كل إنسان عندما نريد أن نمدحه نقول عنه إنه صاحب ضمير حي وإنه يلتزم بما عنده من ضمير ونحاول أن نلقي ظلالا من المقبولية وادعاء الصحة والقداسة أحيانا على مواقفنا وخياراتنا عندما نلحقها بما نسميه «ضميرنا الحي المستنير».
وهذا يؤكد أن الضمير أصبح مركزا يحتكم إليه في اختبار الأحسن/ الأفضل/ الأكثر نجاحا/ الملتزم، لكن ما هو الضمير وأين هو في الحقيقة؟
الضمير ـ صوت باطن الإنسان يكمن في الروح ويفترض فيه أن يكون آمرا مقنعا للإنسان، فالضمير يسمح للإنسان بأن يتداول في عقله جميع اختياراته قبل ان يلتزم بها.
الضمير ـ الذي يكون أداة لجلد الذات وتأنيب الضمير دون أن يهدف إلى الإصلاح غير مقبول ووجوده وجود مرضي مذموم يدمر الإنسان، إن الضمير ـ رقابة ذاتية/ رفض داخلي يستند إلى المبادئ الأخلاقية.
هناك مفاهيم ترتبط بـ «الضمير» مثل الوعي ونقطة الاشتراك بينهما أنهما ينبعان من المعرفة ويحتاجان إليها إذ تغذيها المعرفة المتجددة في كل زمان.
الضمير ـ أصبح «دوليا» مرتبطا بمشاريع عالمية مثل اتفاقيات الأخلاق العالمية/ حوار الحضارات/ تواصل الثقافات/ الايسسكو.. وغيرها ولكن يظل السؤال هل محاولات إيجاد ضمير جمعي عالمي نجحت أم أخفقت، وهل أدت الى تراجع على مستوى الضمير الفردي أيضا؟ وعندنا قضية فلسطين شاهدة على موت الضمير الجمعي الحقيقي وصناعة ضمائر زائفة بدلا عنه.
الضمير ـ هو الوجدان وهو قدرة الإنسان على التمييز بين الصواب والخطأ وهو وسيلة الصادقين إلى الندم وإصلاح الأخطاء والإنجاز.
اما العدو اللدود للضمير فهو الأنا، لأن الأنا هي صوت الغرور ووسيلة الخطيئة والرذيلة.
الضمير ـ جهاز نفسي تقييمي للذات يبحث عن الطمأنينة الحقيقية للذات وليس التبرير لخطاياها.
ينبغي لنا إعادة نبض الضمير الى الحياة، وهذا يحتاج إلى إرادة فولاذية ويجب أن نؤمن بأهمية العيش بضمير حي ودورنا في بناء الانسان من جديد وصناعة الحضارة من جديد والعيش بمحبة ومودة وضمير حي مع الجميع.