خطاب الكراهية هو كل خطاب يقوم على الدعوة إلى التمييز بين الناس سواء كان على أساس ديني أو عرقي أو طائفي أو غيرها وعدم مراعاة الشراكة الوطنية أو الإنسانية أو الدينية.
لابد أن نسأل أنفسنا إلى متى يعيث الكارهون فسادا في بلادنا فنحن نشهد في أغلب أوقاتنا إما حديثا لداعية إقصاء وكراهية، وإما موقف تكسب سياسي طائفي وإما تصرفات لا مسؤولة كالتي صدرت قبل أيام من موجه تربوي يدس السم في الامتحانات فيغرس روح الكراهية في نفوس أبنائنا عبر أسئلة امتحان.
لابد أن نتوخى الحذر، فالكراهية ان خرجت عما في الصدور فإنها ستصبح خطابا عاما وسلاحا لتدمير المجتمع والزج به في عالم مظلم غير متناه ومعالجة آثاره السيئة ستكون عملية شاقة جدا وطويلة الأمد وغير مضمونة العواقب نحن مطالبون ببناء الحياة الكريمة اللائقة إنسانيا لأجيال المستقبل القريب والبعيد وهذا البناء يجب أن يكون صدى للعدالة الاجتماعية وهذا لن يكون ما دامت العقول والقلوب والنفوس تشحن كل يوم بطاقة سلبية وبسموم الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، ولذلك فإن آلة الدمار هذه يجب أن تحطم قبل أن تكبد المجتمع خسائر لا أول لها ولا آخر.
إن واجبنا الوطني الأول اليوم هو الضرب بيد من حديد على كل من يحاول إثارة الكراهية والتحريض عليها، وهذه بلا شك مسؤولية الجهات السياسية العليا في البلاد فإن الحكومة ومجلس الأمة مطالبان معا بالوقوف ضد كل من يستخدم الخطاب الذي يكرس التمييز بين المواطنين كيفما كان شكل هذا التمييز وكيفما كانت الأداة التي تستخدم من أجله.
إن التعددية نعمة إلهية وقيمة حضارية إنسانية بامتياز، لذلك فإنه من العجيب جدا استخدامها للتمييز بين الناس، حيث إن احترام الهوية ركن أساس في المواطنة والانتماء والذين لا يجوز أن يخضعا للابتزاز الاجتماعي أو السياسي فإننا نؤكد ضرورة تجريم الخطاب الذي ينتقص من حقوق الشراكة سواء في الهوية الإنسانية أو في حقوق الشراكة المجتمعية والمواطنة ويجب ألا يستهين به أفراد المجتمع ويجب أن تضع الدولة حدا له إننا نؤكد للبعض أن مكرهم السيئ لن يحيق إلا بهم، أما الوطن فإنه سيبقى بأمان ما دامت السواعد قوية والنفوس تعمل بجد لحماية إرث الأجداد.