عندما تشاهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وهو ينزل من طائرته التي حطت رحالها في دولة العراق، التي نرتبط معها بالعديد من الروابط الإنسانية والمصالح السياسية المشتركة، فأنت أمام مشهد يثير الإعجاب، فإننا ككويتيين نفتخر بقائدنا الرائد للعمل الإنساني والناشط في سبيل تحقيق السلام الإقليمي والعالمي، فإن صاحب السمو قد اهتم منذ اليوم الأول بترسيخ حالة السلام في منطقتنا والعالم بأسره، وأبعد شبح الحروب والأزمات مراراً وتكراراً، بل لقد أصبح سموه رمزاً بارزاً للسياسة الملتزمة التي ترسخ حكم القانون الدولي في عالم مجنون بفوبيا الإقصاء والإرهاب التي تحاول أن تشعل حربا هنا وهناك وأزمة بين هذا وذاك، إن ما يقوم به البعض بين الحين والآخر من عمليات نشر جنود أو قوات أو أسلحة في الشرق الأوسط ليس سوى تهديد للاستقرار العالمي وافتعال لأزمات لا تنتهي.
إن جهود سمو الأمير تشجعنا كأصحاب رأي وقلم على المضي قدما نحو السعي للسلام وتحسين العلاقات بين بني البشر في كل بقاع العالم، ما سيؤدي إلى سعادة الإنسان ولكي نتجنب الحرب علينا أن نؤمن بأن سفك الدماء ما هو إلا فساد في الأرض ولن ينجو منه أحد كائناً من كان، بل إن كل الأطراف ستخسر حياتها واستقرارها وكريم العيش والسعادة دون استثناء.
إن العالم اليوم بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يسلك مسلك العداوة والبغضاء والتدمير المتبادل، وإما أن يسلك مسلك الحب والتعارف والرغبة في الحياة والتعاون لبناء الحضارة.
إن عالمنا اليوم مطالب بأن يقف وقفة تأمل لنبذ الحرب، باردة وساخنة، إذ إن الغايات الحقيقية للحروب هي اختطاف مصادر السلطة والقوة، مع أننا لو نتأمل قليلا لبات يقينا لدينا أن القيمة الحقيقية لإعمار الحياة الفردية والمجتمعية تكمن في العدالة لا السلطة. لذا، ينبغي علينا أن نجعل أفعالنا عادلة وأرواحنا طاهرة وقدراتنا خادمة للعدل والعدالة.
إن رايات الحروب هي الأقنعة التي يخفي بها البعض جشعه، فالحروب وسيلة للكسب على حساب أرواح ودماء الأبرياء ولا تهمها الحقوق في شيء.
الخيار الأوحد للإنسان لينجو اليوم من التصاعد العالمي نحو العصبيات والصراعات يتمثل في التحلي بالفضائل والمكارم، فالإنسان بلا فضائل إنسان فاسد وشرير وخبيث، فدعونا نلغي شيئا اسمه «العدو» و«العداوة» من قاموسنا لكي ننعم بحياة تسودها العدالة والحب والعطاء.