إنه لمعيب حقا أن تصبح لغة العمل البرلماني لغة عنف وتهديد وأن يستخدم الدين في تبرير الإقصاء والتبرير اللامنطقي لمواقف السياسيين، ولقد أحسن د.نايف الحجرف الذي قال إنه ليس عابدا للكرسي، وتجاوز التجريح الشخصي وهذا موقف أخلاقي نبيل يحتسب لهذا الوزير الشجاع الذي يعمل بكل جد واجتهاد لمصلحة الكويت وحسب.
ومن هنا كان التصريح الذي أعلنه الأخ الرئيس مرزوق الغانم مستحقا عندما قال ان هناك أجندات أكبر من استجواب وغيره، ولا ريب أن صلابة موقفه الوطني يصب في مصلحة الاستقرار والسلم الاجتماعي وهو ما نريده كلنا.
وهناك موقف آخر يعتبر علامة فارقة وهو دفاع الغانم عن الحق الفلسطيني والوقوف بجانب شعب فلسطين، ورفض ورشة المنامة التي هي من اقذر محاولات التطبيع الجديدة مع الصهاينة، وهذا هو الموقف الكويتي الأصيل منذ اليوم الأول وإلى ما شاء الله، فإنك لن تجد كويتيا حقيقيا يتخاذل عن المطالبة بالحق الفلسطيني المهدور والقصاص لأرواح ودماء الشهداء والأبرياء، إننا على يقين بأن معركة الأمة اليوم باتت معركة وجود وسلاحنا في هذه المعارك هو التمسك بالثقافة الأصيلة، ثقافة حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق الإنسان في الدفاع عن أرضه وتاريخه وكيانه الحضاري، وحق الدفاع عن كرامة الإنسان والعيش بكرامة وأمان.
يريد الكيان الصهيوني الغاصب أن يبرم صفقة القرن، ويستكمل حلمه القديم المدفون في عقول واهمة وأرواح حاقدة ليعيد السيطرة على العالم بأسره، ويريد أن يفرض سلاما زائفا وتاريخا أكثر زيفا، ويخلق مستقبلا قاتما في ظل استعباد الشعوب، إننا نحزن عندما نجد بعضنا قد تناسى أن التفاوض مع المغتصب ليس سوى شرعنة للسرقة الدولية والقهر والظلم، وانه لا يليق بهذه الأمة التي اغتصبت أرضها واضطهد شعب من شعوبها إلا الدفاع عن حقوقها بكل عزة وشجاعة.
أما ورشة المنامة فشعوبنا الحية ترفضها.
وأخيرا، أقول لسفير الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة داني دانون ان العيب في استسلام الفلسطينيين هو العيب ذاته في الهولوكوست، لكن الفارق أن ذاك كان في حجرة غاز، وهذا سيكون في تجريد حضارة بأكملها من كرامتها وتاريخها ومستقبلها.. فافهم.