إنني أؤمن بأن الله في لحظة معينة في حياتي سيعطيني أفضل النتائج الممكنة ولذلك سأركز اليوم على النعم التي منحتها في حياتي وسأركز على الأشياء النافعة فقط، سأقدر أنوار هذا العالم وظلاله وسأتلقى بامتنان هبة الوعي المميزة وسألاحظ كيف أدرك العالم وأحدد دوري فيه.
إن وعيي الداخلي يتطور دائما: أين أقف الآن؟ إلى أي مدى وصلت في الطريق الذي اخترته حتى لو لم أر نتائج فورية خارج نفسي؟ فهل أشعر بأنني أنمو في الداخل؟ سأواجه اليوم هذه الأسئلة وأسأل بصدق أين أقف؟ سأختبر وعيي ليس كمجرى للأفكار وإنما كإمكانية لأصبح ما أريد أن أكون، سأنظر إلى قيودي وحدودي بنية تحطيم القيود والتوسع إلى ما هو أبعد منها.
إن الحياة تتجه دائما من الثنائية إلى الوحدة: أريد الانتماء اليوم، أريد أن أشعر بالأمن والاستقرار، أريد أن أكون مدركا للأشياء مثلما يجب أن تكون ببساطة من دون موانع أو رغبات سوف أقدر تدفق الحياة على ما هي عليه ذاتي الحقيقية، سأنتبه إلى تلك اللحظات من الألفة مع نفسي، إنني أعتقد أنه يجب أن أشعر بأنني والطبيعة كيان واحد ثم أتسع روحيا إلى أن يتلاشى كياني في الاتصال بالله خالقي وخالق كل شيء من حولي.
إننا نحتاج لأن ننفتح على قوة التطور لأنها تحملني إلى حيث أريد، لذا لا بد أن أخصص للتفكير على المدى الطويل لأحذ رؤيتي للحياة ولكي أطبق تلك الرؤية وأريد لرؤيتي أن تتضح من دون عناء، فهل يحصل هذا؟ إذا لم يكن كذلك فأين أبديت مقاومتي سأنظر إلى الأفكار والقناعات التي يبدو أنها غالبا ما تشدني إلى الوراء فهل أعتمد على الآخرين بدلا من أن أكون مسؤولا عن تطوري؟ وهل سمحت لنفسي بالتركيز على الماديات على حساب الروح؟ وفى الحقيقة إنني اليوم سأعيد تكريس نفسي للوعي الداخلي لأنه سبيلي الحقيقي نحو الكمال.
إنني على يقين بأن العقل المشتت لا يمكن أن يقودني إلى المعرفة الحقيقية ولكن لا بد لي من استخدامه طوال الطريق فماذا تعني المعرفة حقا بالنسبة لي وما التجارب المتكاملة التي يمكن أن أعود إليها اليوم لكي أتمكن من الإحساس بالمعرفة ولكي أعرف الفرق بين أن أكون متناعما مع نفسي وبين أن أكون مبعثرا بلا روح؟