نحن نبحث دائما عن الصفاء والسلام الداخلي لنحظى بالحياة الواعية، ولذلك فإن الأفكار والرغبات التي تقودنا ليست مطلقة أو ثابتة ونهائية بل هي مجرد وسيلة متحركة متغيرة نحو الكمال فإنها كأوراق الشجر في مهب الريح لكن الوعي يبقى هو نقطة الارتكاز.
إنني استطيع العيش في عدة أبعاد خارج الزمان والمكان الذي هو مظهر خادع، واليوم سأختبر نفسي بكسر القيود وسأخصص الوقت لأشهد ذاتي وعندما أتنفس بصمت سأرى كياني ينتشر في كل الاتجاهات وعندما أستقر في صومعة الروح سأكون قادرا على التحكم في أية صورة تخطر في ذهني لكي تنضوي تحت كياني وسأحتوي أي شخص أو أي شيء قائلا: أنت وأنا واحد فكن معى خارج الزمان والمكان كما أنني سأختبر الحب كضوء يبدأ في قلبي وأنشره بقدر ما يمكن لوعيي أن يصل إليه من سعة.
إن المهارة الأولى في سلسة إنتاج الوعي هي التفهم وهذه المهارة تعطي لنا القدرة على التأثير في واقعنا بكامله لذلك لا تسمح لحياتك أن تمضي بك نحو الخمول والركود ولا تقارن نفسك بأحد فإن كل لحظة في الحياة ستجلب البهجة والسرور لك من تلقاء نفسها لكن عليك بما يلي:
1 ـ القناعة، فإنه من الرائع جدا استشعار دقيقة يوميا من روح القناعة لأنها جزء من حقيقة قلبك الذي سيفهم التملك المعنوي كما هو.
2 ـ المعرفة، فلا تدع يوما من حياتك يمر دون أن تكتشف خبايا ذاتك فإن الفهم هو طريقك إلى الاهتداء والعلم والتنور كما انه تفاحة الشغف التي تعطيك طعم الشوق لأن روحك لن تتسع وتتألق إلا به.
3 ـ الوعي بمكانتك فلا تنس أبدا أنك لست داخل العالم بل العالم في داخلك فلتكن تجربتك رحلة تبدأ من قلبك وداخلك لتفهمها حق الفهم.
4 ـ القوة، فاستخدم قوتك لتواجه كل ما سيظهر لك من عوائق وحواجز وكن ملتزما بكل ما ينير روحك لأن القوة هي السلاح الذي يحافظ على الرغبة والأمل، ومن القوة ان تحسن إدارة روحك فإن الحياة تتجدد من خلال وضوح الفهم وجوهرية القوة وتزداد تألقا بإشعاع الروح ولقد خلقت أيها الإنسان لتنير الكون بالمعرفة ولكي تصنع للعالم جماله وجلاله فإن هذا ما يريده الله منك وأعلم أن الولادة الثانية لك تأتي من داخل الروح التي تصنع الإنسان الحقيقي في كماله البهي وسكينته الأبدية.