استخدم بعضهم هذا العنوان المثير للجدل ليعرض ما ترغب فيه جماعته كورقة سياسية ضاغطة، لكنني أردت أن أجعلها رسالة من مواطن لسمو رئيس الوزراء، رسالة لا تحمل المجاملات بل تضع المحددات لآمال شعب الكويت نحو مستقبل مزدهر، فبعد صدور مرسوم تكليف الشيخ صباح الخالد بتشكيل الحكومة يجب على المواطن الواعي لدوره أن يقدم النصيحة لسموه.
يختار رئيس الوزراء وزراءه في جو غامر بالحرية والتأمل والبحث العميق عن الشخصيات المناسبة، لذا فإنه من الأفضل دائما تجنب ترشيحات أي طرف من الأطراف السياسية مهما كانت قدراتها، حيث إن الرؤية تختلف بين المصلحة السياسية والمصلحة الاجتماعية التنموية.
لابد أن يكون الوزير ذا رؤية تستشعر نبض المواطن وهمومه، وتكون المصلحة العامة هي شعاره ودثاره ولابد أن يلم بأعمال الوزارة التي سيتولاها، ورغم تثميننا لمساهمات النواب في شغل الحقائب الوزارية إلا أن التجارب المتكررة تؤكد أن الوزارات قد يتم تسخيرها للمصالح السياسية.
إن حكومة الطيف الواحد تسبب أضرارا بليغة للمجتمع، ولذلك لابد أن يكون معيار التوزير الصدق والأمانة والاستقلالية وحب الوطن واستشراف المستقبل بغض النظر عن الانتماء الطائفي والقبلي أو غيرهما.
ليس من مصلحة الوطن إعادة توزير من فشل في وزارته سابقا أو توقفت عجلة التنمية في عهده، ونحن نتطلع كمواطنين إلى حكومة ذات برنامج عمل قابل للتطبيق وان تكون هناك متابعة جيدة للتنفيذ وحسن الأداء وشفافية في عرض الإنجازات للمواطنين.
يجب التطبيق السليم للمادة 50 من الدستور التي تدعو إلى فصل السلطات مع تعاونها وأن تتناغم جهود المجلس والحكومة من أجل إنجازات حقيقية عبر الرقابة غير المتعسفة والأداء الأمثل.
ختاما، نتمنى أن تحرص الحكومة القادمة ومجلس الأمة باعتبارهما الأمناء على الشعب على أن تكون المواضيع التالية ضمن أولوياتهما وهي:
- عدم الانشغال بقضايا تخدم توجهات سياسية خاصة.
- دعم محاربة الفساد ودعم «نزاهة» وسائر الجهات، والتأكد مما أثارته بعض وسائل الإعلام من أن رصيد صندوق الاحتياطي العام للدولة على وشك الإفلاس، ومحاسبة المقصر إذا كانت هناك تجاوزات.
- اقتراح حل إنساني جذري لمشكلة البدون.
- تطوير العمل على كل الأصعدة.
هذه بعض الأمنيات التي ستصل إلى روح وفكر سمو الشيخ صباح الخالد وأنا أثق بأنني أخاطب إنسانا يكرس وجوده لضمان راحة المواطن واستقرار الوطن وأنها عنده فوق كل اعتبار.