عندما تدعو الله مخلصا يجب أن يكمن بداخلك إيمان عميق يستغرق وجودك كله، يجب عليك أن تركز انتباهك على الوجود الشافي بداخلك كي تنشط قدراتك لتساعد ذاتك على تحقيق بعض التغييرات المطلوبة كشفاء الجسد أو العقل أو الروح أو العلاقات أو أحوالك المالية أو أي شيء آخر.
إن الدعاء يعني بالنسبة لي التأمل في الحقائق الأزلية أو حقائق الله الواحد من قبل أعلى مرجعية ممكنة وهي الروح، كما انها تمثل لي طريقة في التفكير فهي اتجاه روحي وعقلي مصحوب بوعي راسخ بأن أيا ما تفرضه على عقلك الباطن مصحوبا بالإيمان العميق بذات الله الواحد فإنه سوف يتحقق وتتجلى آثاره في حياتك، وبإيجاز فإن الدعاء هو الاعتقاد والإيمان.
ومن خلال شعورك تستطيع أن تتأكد مما اذا كنت قد مارست الدعاء على أكمل وجه له أو لا، فإذا ظل الشعور بالقلق والجزع يواصل السيطرة عليك وكنت مازلت تطرح الأسئلة من قبيل كيف ومتى وأين أو من أي سبيل سوف تأتي الإجابة أو كنت ترى أنك لكي تتأكد فمن الأفضل أن تدعو مرة أخرى فان ذلك يوضح أنك لا تثق في حكمة الله لديك وأنك تتدخل فيما لا يجوز لك، لذا لا بد أن تتعلم أن يكون الأصل لإيمانك بالله.
اخلد الى النوم موقنا بأن الإجابة قد تحققت الآن لا أن ترجئها إلى المستقبل وتحلَّ بالإيمان الراسخ في حدوث النتائج وثق بأن هناك استجابة وحلا مثاليا ينتظرانك.
وإذا بدا أن هناك تأخرا في الاستجابة لدعائك لا تجعل ذلك يثبط همتك فليس من الضروري دائما أن تحصل على الإجابة بين عشية وضحاها اطلب من الله أن يظهر لك أكثر شيء تحتاج لأن تعرفه ولن يخذلك بكرمه ثم قم بتحويل المشكلة بصورة لطيفة وبسيطة إلى عقلك الباطن كل ليلة قبل أن تخلد للنوم كما لو كنت لم تفعل ذلك من قبل أبدا.
توقف عن إرهاق عقلك الباطن وإزعاجه بأي تصورات وكرس نفسك عقليا للاستجابة الصحيحة وقلل من حركة جسدك حتى يسود السكون والاسترخاء وسوف يعطيك، لأن العقل الهادئ هو الذي يستطيع أداء المهام وعندما يكون عقلك الواعي هادئا وفي حالة تسمح له بالتقبل فسوف تطفو الحكمة الكامنة في عقلك الباطن على سطح العقل وستعلم أنه قد استجيب لدعائك عندما ينتابك شعور داخلي بالسلام واليقين.