أيها الإنسان احذر من عقلك الواعي فإنه هو الذي يميل الى الاستجابة السلبية للضغوط والشك وتؤثر فيه الأفكار ليدخل في صراع متواصل.
أيها الإنسان ان محاولتك الحصول على نتائج أو إجابات بالقسر أو الإجبار العقلي ستفشل دائما لأن عقلك الباطن لن يستجيب للإجبار بل انه يستجيب لما تؤمن به ولذلك فلا بد من التواصل مع عقلك الباطن برفق ولين وتذكر دائما أن الايمان الراسخ بداخلك هو الذي يتولى أمر العناية بالأشياء وفقا للمشيئة الإلهية وبطريقة أفضل كثيرا مما يمكنك القيام به من خلال القلق والتوتر الذي يصيب روحك وعقلك.
أيها الانسان ان اللبنة الأساسية في حسن التعامل مع عقلك الباطن هي الاسترخاء اذ انه ينبغي ألا تشغل بالك بالتفاصيل والأساليب في حياتك لأن الطريقة التي سيتم الاستجابة من خلالها لدعائك وأمنياتك ليست بيدك لذا قم بتحويل رجائك بهدوء وثقة الى عقلك الباطن وأنت تؤمن في قلبك بأن الوحيد الذي يعرف الإجابة هو الله الخالق المدبر وكل ما عليك فعله هو الإيمان بتحقق الأمنيات وكأنها قضية منتهية وهذا هو حسن الظن بالله والثقة في قدراته اللامتناهية.
أيها الانسان ان بداخلنا ذكاء ساميا وانه سوف يصبح الشيء الذي نرغب فيه وبالشكل الذي يجعلنا نقبل به وكل ما يجب عليك فعله هو أن تحافظ على وجهتك العقلية ثابتة وقوية ومستقرة فسوف تصل عاجلا أو آجلا الى أهدافك وبذلك فسوف تصل لحالة من اليقين المطلق والذي يتجلى في سيطرتك على عقلك وتقرير أفكاره بشكل تام، حيث لا يستطيع الوهم إقناعه بعكسها وبعبارة أخرى عليك أن تؤمن بما تريده وتسلم بأنه حقيقة.
أيها الإنسان لا شيء يحدث بالمصادفة فوراء كل شيء قوة تحركه، الامر الذي يعني أن دعاءك إذا استجيب له فسوف يستجاب له وفقا لقوانين أساسية سواء كنت تدركها أو لا تدركها، لذلك ينبغي أن تتحلى بالسكينة والحيادية فإن الدعاء لا يكون بإجبار العقل بل بتيقظ الروح من خلال السكينة والحيادية واليقين بأن دعاءك لن يرد أبدا بثقة تعادل ثقتك بأن الشمس سوف تأتي في الصباح مع انك لا تعرف تحديدا كيف ستأتي الإجابة وذلك ليس من شأنك في الواقع ولكن كل ما ينبغي أن تعرفه هو أن حكمة الله وإيمانك الراسخ في العقل الباطن هما اللذان يحققان الاستجابة لأدعيتك وأنه لا استجابة من السماء الا بعد ان تتحلى روحك بالتسامح والعفو والغفران وأن تتخلى عن العداء والاستياء وان تتعامل بروح الحب والوئام تجاه كل ما يحويه الكون من أحياء وأشياء واعلم ان وجودك متناغم مع الطيور في السماء والأسماك في البحار ومع كل ما هو حي ولا تجعل الوساوس تنتابك أثناء خضوعك لله بشأن إخلاصك له مما يجعلك تضغط على ذاتك لأداء الأدعية فان الشك موت للروح واعلم أنك لن تنعم بالانوار والسعادة بل أنت تتنعم فيها الآن وفي كل لحظة وانت لا تحتاج لذلك سوى البصيرة واليقين بكرم الله علينا دائما وأبدا.