الله ذو القدرة المطلقة والمنزه عن كل عيب ونقص هو من يسعى كل مخلوق لكسب رضاه، ولا شك أن معرفة منهاجه الاقوم أمر مهم للغاية.
لذا سآخذك أيها القارئ في رحلة مع الله لنتعرف على ما يحب ومن يحب ولنطبق خطته التي وضع معالمها لنا، فإن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، كما انه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لأنه يثق بإرادة الخير لدى خلقه، لذلك فهو يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المحسنين، وهو لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما، وهو بالناس لرؤوف رحيم، كما انه قوي شديد العقاب على الفساد، ولذلك اعلم ان الله لا يصلح عمل المفسدين، وأنه لا يهدي القوم الظالمين، وانه يحب كل خصال الكمال الانساني، فهو مع الصابرين ويحب المقسطين، ويأمر الناس ان يؤدوا الامانات الى أهلها وان يحكموا بين الخلق بالعدل، وهو يحب المتوكلين، وان الله كان عفوا غفورا.
وللهداية أصول وشروط لابد ان يلتزم بها الانسان بصدق وأمانة، لذلك فإن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب لأنه يحب المتقين، ويجب أن تؤمن بأن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون، لأن الظلم فقر في النفس وضعف في الروح والله قادر على كل شيء.
لذلك، فإنه سبحانه يحب لأوليائه ان يصبحوا أقوياء نجباء، وهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وانه يدافع عن الذين آمنوا وان الله لا يحب كل خوان كفور.
هذا هو الله الذي له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير، ولقد اكد لنا أنه سبحانه لهادي الذين آمنوا الى صراط مستقيم، لكنه لا يحب من كان مختالا فخورا ولا يحب من كان خوانا اثيما، وهو سبحانه لا يضيع اجر المحسنين لأنه باليقين والايمان يرقى الانسان.