البشرية في أزمة خانقة لكنها بإذن الله ليست قاتلة، وان فقدت أرواح طيبة لأعزاء وأحباب، فهذا الفقد موجع للقلب لكنه لا ينبغي أن يفقدنا صوابنا نحن الجنس الانساني الذي حبانا الله بالارادة والعقل والتدبير، لذلك يجب أن نحتضن الأمل في أرواحنا لأنه هو سر الوجود، وانني واثق مطمئن ان الطب سيصارع من أجل التقدم وابتكار الدواء والعلاج وسيدحر شر هذه الجرثومة الخبيثة، وما علينا الا ان نؤمن بأنفسنا لأن الذي خلقنا قد اوصانا بالصبر والاصطبار والاستقامة مهما كانت الأحداث.
إن هذه الوصايا تستهدف توازننا الروحي وقوتنا الباطنية لأننا مطالبون في كل لحظة بصناعة التجربة الروحية، لذلك عوِّد نفسك أيها الانسان على تفحص نفسك لكي تتيقن من خلو روحك من اي شيء يهدد توازنك واستقرار وثبات وعيك الباطني والروحي، فإن تفكر ساعة خير من عبادة سبعين عاما، لأن الساعة هذه ستحميك من الاضطراب الذي سيلاحقك شئت ام أبيت، لذلك لا تتردد في ان تجعل لنفسك خلوة، ولا يهم ان تكون خلوة مكانية او خلوة زمانية بل الأهم من كل ذلك هو أن تكون خلوة النفس مع النفس، وخلوة العقل مع العقل، وخلوة يناجي فيها العبد ربه ويناديه بصدق وانكسار وتواضع وتذلل بحب، فإنك أيها الانسان ان لم تسمع ربك حنينك إلى معرفته واجلالك لعظمته فلن تفتح لك أبواب رحمته ولن تدرك انوار لطفه وقربه منك، واعلم أيها المخلوق الضعيف انك لن تنعم بالحرية الحقيقية الا حين تخضع له وتجعله في داخلك ونصب عينيك.
اذا اردت ان تتعرف على الله كن منكسرا وتعلمه من سائر المخلوقات حولك، فانظر حولك إلى السماء والأرض والقمر والشمس والنجوم والكواكب والمجرات كل يعمل لأجل مسمى، لأنهم كلهم يعرفون غاية الله التي حددها لهم، اما نحن البشر فلطالما ركضنا في المتاهة رغم ان النور بين أيدينا.
لذلك نحن لا نحتاج كورونا جديدة بل روحا جديدة تتحمل مسؤولية أفعالها وتمتلك الشجاعة الكافية لتنهض أخلاقيا من جديد وتعلن التزامها بالصدق والحب وتتوقف عن الكراهية وغرس الأحقاد، لقد كشف الفيروس عن جراثيم الكراهية، وآن لنا ان نتركها بحق فإنه لن ننجو الا بشيء من الصدق والطهر والنقاء.