الابتلاء ليس عقوبة ولكنه مدرسة للتجديد في الباطن لتنويره باليقين، لأن البلاء والمحنة تفتح الباب أمام الانسان لمواجهة مخاوفه، والتغلب عليها لا يكون الا بعد التأهيل واختبار قدراته الروحية بالصبر والشجاعة.
اننا في زمن صعب نواجه فيه الحياة المتغيرة بسرعة وفي منعطف خطير منها، حيث يعصف الوباء بالأمم البشرية، ومواجهتنا لن تجد النجاح الا عبر الإيمان بوجود المنحة في باطن المحنة، والمنح والعطايا تتمثل في التصبر والتضرع والمعرفة.
إن الاعلام العالمي بكافة أشكاله يتسبب في تشويه المعلومة كثيرا، لذلك تكثر الإشاعات وتنتشر الأباطيل والسخافات والخرافات ويتراجع مستوى الوعي لدينا، والمعالجة الحاسمة لا تكون الا بتكريس القراءة والنقد الجريء لكل معلومة بل لابد أن نتيح اكبر مساحة من حرية الفكر والتعبير هذا ويضاف إلى ذلك نشر محاسن خلق الصبر وأهميته لخلق مجتمع متوازن يتكون من أفراد منضبطين روحيا ونفسيا وذوي اخلاق عالية تنبع من الفكر لا العاطفة.
أما التضرع فإنه مهم لان الخلاص لن يكون الا للمجتمع الذي يمتلك الثقة الفائقة بالله وتربية الأفراد على قوة اليقين بكرم الله ولطفه بعباده، ولذلك فإن الغيب اليقيني ليس محورا للخرافات بل انه ينبوع للقوة والبقاء وتدفق الحياة، ان من وحي الأزمة الحالية يجب أن ندرك اهمية الإيجابية في الحياة وأهمية اللجوء إلى الأمل دون أن نغرق في وحل الرعب من الجراثيم.
لقد خلقنا اقوياء ولكن قوتنا تكمن في باطننا ولا باطن لمن تمسك بالقشور وترك الأصول ولاسيما اول اصل وأهمها على الإطلاق وهو اليقين ونبذ الخوف والابتعاد عن الحذر والانهماك بالدعاء.
انه وقت رفع القلوب بالأيدي المتضرعة والألسن التي لا تنفك تسأل الله الشفاء والسلامة وتتضرع بالدموع المنكسرة وتشكر الله على كل شيء لكي لا تضيع النعم ولكي نفهم ان الحياة في غفلة عن ذكر الله جحيم، لأنها تزيد الضعف البشري وتصبح الحياة بلا قيمة ويصبح الألم عنوانا لحياتنا.