في العام ١٩٣٨ جرت مراسلات عديدة بين عالم الفيزياء الشهير ألبرت اينشتاين وابنته ليسرل، وكانت من بينها تلك الرسالة التي يقول فيها: إن في الكون طاقة جبارة جدا لم يعثر العلم بعد على تفسير علمي لها، تشمل هذه الطاقة كل الطاقات الأخرى وتتحكم فيها كما أنها تقف خلف كل الظواهر العاملة في الكون ولم يحدد هويتها أحد بعد، لكنني أعلم أن الطاقة الكونية الأهم هي المحبة فعندما بحث العلماء عن نظرية موحدة للكون غابت عنهم هذه الطاقة، ان المحبة نور ينير من يعطيها ومن يأخذها، وأنها جاذبية تولد الشعور بالانجذاب نحو الآخرين، وهي طاقة تضاعف أفضل ما لدينا وتسمح للإنسانية بألا تختفي بين الأنانية العمياء.
إن المحبة تظهر وتكشف، ونحن للمحبة نحيا ولها نموت. المحبة هي الله، والله هو المحبة.
إن المحبة هي الطاقة التي تشرح كل شيء وتعطي معنى للحياة، إنها المتغير الذي نسيناه لفترة طويلة. ربما نخاف منها لأنها الطاقة الوحيدة التي عجز الإنسان عن تسخيرها ساعة يشاء.
وحتى أظهرها على حقيقتها غيرت قليلا في أشهر معادلاتي، وأقول اليوم إن المعادلة هي: المحبة ضرب سرعة الضوء مرتين.
ان المعادلة تعطينا الطاقة التي تشفي العالم، فالمحبة هي القوة الأكبر في الوجود التي لا حدود لها.
بعد فشل البشرية في استعمال قوى الطبيعة والسيطرة عليها من الطبيعي أن نثقف أنفسنا بطريقة بديلة إذا أردنا للجنس البشري أن يستمر وأن يجد معنى للحياة وأن نخلص العالم وكل كائناته الحية، ليس من حل أمامنا سوى المحبة.
ربما لسنا جاهزين بعد لنصنع قنبلة من المحبة تكون قوية بما يكفي للقضاء على الكراهية والأنانية والطمع تلك الصفات السيئة التي تدمر العالم.
إن المحبة تغلب كل شيء وتتجاوز كل شيء لأنها جوهر الحياة.
ثم يختم اينشتاين رسالته الى ابنته قائلا: أسفت كثيرا لأنني عجزت عن التعبير عن كل ما في قلبي وأردت أن أصرح به طوال عمري.
ربما تأخرت كثيرا في الاعتذار عن ذلك، لكن بما أن الزمان نسبي فإن علي أن أقول إني أحبك وعلي أن أشكرك لأن لك يعود الفضل في وصولي إلى الجواب الأخير.
أيها الناس، إن أكبر حقيقة تتكشف لنا اليوم في خضم الوباء هي أننا نحتاج إلى الحب لنعود إلى حياتنا الحقيقية ونمسح ألوان الأقنعة عن وجوهنا الحقيقية كي لا نتحول إلى أشباح من زمن الوباء.