بات من الواضح اليوم أن ما يتم من إجراءات للتعامل مع الوباء أمر مخطط منذ زمن وأن العالم قد اجبر على الانصياع التلقائي لوهم كبير بهدف صياغة عالم جديد عالم يخدم مصالح فئة على حساب أخرى.
فهناك تهويل ونشر للرعب ليستنفر العالم كل إمكانياته ومن ثم يتم التحكم بنمط الحياة اليومية لكل الناس، ولقد تم بنجاح تغيير سلوكيات البشر والتلاعب بأذهانهم وعقولهم وطريقة تفكيرهم، وخلق جيل أفكاره ومعتقداته سطحية، وتبين أن أعظم منوم مغناطيسي للبشر على سطح الأرض هو الإعلام الذي يبث الأوهام والأكاذيب ولا يشك أحد أنه منذ بدايات التسعينيات ونحن نشهد صعود جيل كامل لا يعرف أي شيء سوى ما يراه على شاشات الفضائيات وتمت برمجة هذا الجيل بطريقة تسهل قيادته بها.
لقد كشفت لنا هذه الأزمة ان تطبيق الحجر الصحي والعزل القسري كفيل بخلق سلوكيات جديدة سلبية لأنه إذا عزل الإنسان وتم حجره قسرا مدة لا تقل عن 40 يوما فإن بالإمكان تعليمه سلوكيات جديدة ويمكن جعله ينسى عادات وسلوكيات كان معتادا على ممارستها، ومن أسوأ السلوكيات الجديدة فقدان التواصل فيما بيننا، وعندئذ يتم تدمير إنسانيتنا وطباعنا الاجتماعية كالتواصل لما لهذا التواصل من إطلاق للطاقات الإيجابية الكامنة في النفس، لذلك لابد أن نعزز التواصل والتراحم فيما بيننا، لقد أغلقت البلدان حدودها الجوية والبرية والبحرية، إذ استجابت للخوف والأخبار اليومية عن أعداد ضحايا الفيروس، ولا ريب ان هذا النوع من العيش يسبب هلاك الروح ودمار الذات والمجتمع من الداخل، لذلك لابد من رفع ثقة المجتمع والفرد بذاتهما وبقدراتهما.
ومن هنا فإننا نؤكد أن خلاصنا يكون بزيادة جرعة الثقة بالله ثم بقدراتنا على تجاوز المحنة، وأما من يروج لخطة الخلاص المتمثلة بالإعلان عن اختراع لقاح للتخلص من الفيروس بجرعة تحمل رقائق إلكترونية يتحكم من خلالها بملايين الناس او بعزل الإنسان نهائيا بقطع التواصل الفضائي، فإنه يريد إدخالنا في نفق مظلم من التيه المطلق مما يحقق تدميرنا ذاتيا.
إن تصنيف البشر إلى من يستحق البقاء للعيش ومن لا يستحق ذلك ما هو إلا دليل على انحطاط الإنسان إلى أدنى مستوى أخلاقي شهده عبر الأزمنة الإنسانية المختلفة، لكن في آخر المطاف سيبقى الإنسان مخلصا لإنسانيته، وأما الفيروس فسيزول إن عاجلا أو آجلا وستزول معه أحلام شياطين الإنس، إلا أنه لابد ألا نتركهم بلا حساب.